كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| المجلس الرابع والثلاثون | في فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم | | الحمد لله خالق الجامد والحساس ، ومبدع الأنواع والأجناس ، القوي في سلطانه | الشديد الباس ، المنزه عن السنة والنعاس ، المخرج رطب الثمار من يابس الأغراس ، | نفذ قضاؤه فلم يمتنع بأحراس ، وقهر عزه كل صعب المراس لا يعزب عن سمعه | حركات الأضراس ، ولا دبيب ذر بالليل ، في مطاوي قرطاس ، نفذت مشيئته فكم | مجتهد عاد بالياس ، يفعل ما يريد لا بمقتضى تدبير الخلق والقياس ، قدم نبينا محمدا | صلى الله عليه وسلم عن كل نبي دبر وساس ، فسبحان من أجزل له العطا ، وجعله خير | نبي حارب وسطا ، وقال لأمته : ! 2 < وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس > 2 ! . | | أحمده حمدا يدوم بدوام اللحظات والأنفاس ، وأصلي على رسوله محمد الذي شرعه | مستقر ثابت الأساس ، وعلى صاحبه أبي بكر الثابت العزم وقد ارتد الناس ، وعلى | عمر قاهر الجبابرة الأشواس ، وعلى عثمان الصابر يوم الشهادة على مرير الكاس ، وعلى | علي أهدى الجماعة إلى نص أو قياس ، وعلى عمه وصنو أبيه العباس . | | قال الله تعالى : ! 2 < وكذلك جعلناكم أمة وسطا > 2 ! الكاف في قوله : ! 2 < كذلك > 2 ! | كاف التشبيه ، فالكلام معطوف على قوله تعالى : ! 2 < ولقد اصطفيناه في الدنيا > 2 ! والتقدير : | فكما اخترنا إبراهيم وذريته واصطفيناهم : كذلك جعلناكم أمة وسطا أي عدولا | خيارا . ومثله : ! 2 < قال أوسطهم > 2 ! أي خيرهم وأعدلهم . | | ( هم وسط يرضى الأنام بحكمهم % إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم ) % |
____________________

الصفحة 488