كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | ( توهمهم وقد مالت % بسكر القوم أحداق ) % | | ( وقد قاموا فلا يهجع % من قد ذاق ما ذاقوا ) % | | قال عبد الواحد بن زيد : هجمنا مرة على نفر من العباد في بعض السواحل فتفرقوا | حين رأونا فارتقينا على تلك الجزيرة وبتنا تلك الليلة ، فما كنا نسمع عامة الليل إلا الصراخ | والنفور من النار ، فلما أصبحنا طلبناهم وتبعنا آثارهم فلم نر أحداً ! | | نفذت أبصار بصائرهم بنور الغيب إلى مشاهدة موصوف الوعد ، تعلقت أكف | الآمال بما عاينت نواظر القلوب ، فأخمصوا البطون وغضوا الجفون ، وأهملوا الدموع | على تململ ملسوع ، لو رأيتهم من خوف البين على أرجاء الرجا ، الدموع كالسيل | والليل قد دجا ، ذكروا ظلم النفوس والظلام قد سجا ، فمال القلب إلى اليأس بفتوى | الحجا ، فهب عليهم نسيم الظن فرجا فرجا . | | ( وقفنا فمن باك أجابت دموعه % ومعتصم بالصبر لم يملك الصبرا ) % | | ( ومن سائر أجفانه بيمينه % وملق على أحشائه يده اليسرى ) % | | ( ومن طائش لم يسعد الدمع وجده % وشر البكا ما استنفد الأدمع العزرا ) % | | ( وقد ملقت خوص الركاب لبيننا % فلم تستطن ضعفاً لشاردها زجرا ) % | | قال بعض الصالحين : لقيت غلاما في طريق مكة يمشي وحده فقلت له : ما معك | مؤنس ؟ قال : بلى . قلت : أين هو ؟ قال : أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي ومن | فوقي ؟ قلت : أما معك زاد ؟ قال : بلى . قلت : أين هو ؟ قال : الإخلاص والتوحيد | والإيمان والتوكل . قلت : هل لك في مرافقتي ؟ فقال : الرفيق يشغل على الله عز وجل | ولا أحب أن أرافق من يشغلني عنه طرفة عين . قلت أما تستوحش في هذه البرية ؟ | قال : إن الأنس بالله قطع عني كل وحشة ، فلو كنت بين السباع ما خفتها . قلت : ألك |
____________________

الصفحة 499