كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | قال الله تعالى : ! 2 < واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا > 2 ! | | إدريس اسمه أخنوخ بن يرد بن مهلاييل ابن قيدار بن أنوش بن شيث | ابن آدم عليه السلام . | | قال ابن عباس رضي الله عنهما : هو أول نبي بعث بعد آدم , وكان يصعد له في اليوم | من العمل ما لم يصعد لبني آدم في السنة , فحسده إبليس وعصاه قومه , فرفعه الله مكاناً | علياً , وأدخله الجنة . | | قال علماء السير : ولد إدريس في حياة آدم , وقد مضى من عمر آدم ستمائة سنة | واثنتان وعشرون سنة , وأنزل الله تعالى عليه ثلاثين صحيفة , فدعا قومه ووعظهم ونهاهم | ألا يلابسوا ولد قابيل , فخالفوه فجاهدهم وسبى منهم واسترق . | | وهو أول من خط بالقلم وخاط الثياب , ورفع وهو ابن ثلاثمائة وخمس ستين سنة . | وعاش أبوه [ آدم ] بعد ارتفاعه مائة وخمساً وثلاثين سنة . | | وفي المكان الذي رفع إليه ثلاثة أقوال : أحدها أنه في السماء الرابعة . وفي الصحيحين | من حديث مالك بن صعصعة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث المعراج أنه رأى | إدريس في السماء الرابعة . وقد روينا أن الجنة في السماء الرابعة . | | والقول الثاني : أنه في السماء السادسة . رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثالث : | أنه في السماء السابعة . حكاه أبو سليمان الدمشقي . | | وفي سبب رفعه إلى السماء ثلاثة أقوال : أحدها : أنه كان يصعد له من العمل | مثل ما يصعد لجميع بني آدم , فأحبه ملك الموت , فاستأذن الله تعالى في خلته : فأذن له , | فهبط إليه في صورة آدمي , وكان يصحبه , فلما عرفه قال : إني أسألك حاجة . قال : ما هي . | قال : تذيقني الموت فلعلي أعلم شدته فأكون أشد له استعداداً . فأوحى الله تعالى إليه : | أن اقبض روحه ساعة ثم أرسله . ففعل . ثم قال [ له ] : كيف رأيت الموت ؟ قال : |
____________________

الصفحة 50