كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | أشد مما بلغني عنه , وإني أحب أن تريني النار . فحمله فأراه إياها فقال : إني | أحب أن تريني الجنة فأراه إياها فلما دخلها وطاف فيها قال له ملك الموت : اخرج . | فقال : والله لا أخرج حتى يكون الله عز وجل يخرجني . فبعث الله عز وجل ملكا | يحكم بينهما , فقال : ما تقول : يا ملك الموت . فقص عليه ما جرى . فقال : ما تقول | يا إدريس ؟ قال : إن الله تعالى يقول : ' كل نفس ذائقة الموت ' وقد ذقته . | وقال : ' وإن منكم إلا واردها ' وقد وردت . وقال لأهل الجنة : ' وما هم منها | بمخرجين ' فوالله لا أخرج حتى يكون الله يخرجني , فسمع هاتفا من فوقه يقول : | بإذني دخل وبأمري فعل . فخل سبيله . | | وهذا معنى ما رواه زيد بن أسلم مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . | | فإن قيل : من أين لإدريس هذه الآيات ؟ | | فقد أجاب بعض العلماء فقال : كان الله تعالى قد أعلم إدريس وجوب الورود وامتناع | الخروج من الجنة فقال ذلك . | | القول الثاني : أن ملكا من الملائكة استأذن ربه عز وجل أن يهبط إلى | إدريس , فأذن له , فلما عرفه إدريس قال : هل بينك وبين ملك الموت معرفة ؟ | قال : ذاك أخي من الملائكة . قال : هل تستطيع أن تنفعني عند ملك الموت ؟ | قال : [ نعم ] [ سأقول له فيك فيرفق بك . اركب بين جناحي . فركب إدريس | فصعد به إلى السماء , فلقي ملك الموت ] [ فعرفه أنه يريد أن يسأله كم بقي من | عمره ] فقال الملك لملك الموت : إن لي إليك حاجة . قال أعلم ما حاجتك . تكلمني في | إدريس وقد محي اسمه من الصحيفة , ولم يبق من أجله إلا نصف طرفة عين ! فمات | إدريس بين جناحي الملك . |
____________________

الصفحة 51