كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| أفئدة المشتاقين , وخضعت لمحبته رقاب المتكبرين , وإنما يحب كل قلب حزين . | | ( ساكن في القلب يعمره % لست أنساه فأذكره ) % | | ( وهو مولاي رضيت به % ونصيبي منه أوفره ) % | | ( غاب عن سمعي وعن بصري % فسويدا القلب يبصره ) % | | لله در ألسنة بذكرى تجري , ويا فخرهم وهممهم إلى بابي تسري ويا راحة أبدانهم | تعبت بين نهيي وأمري , طالما اطلعت عليهم وهم على باب شكري , رفضوا شهواتهم | فالنفوس في أسري , قطعوا جواد الجد وأنت في الغفلة ما تدري . | | [ اذكر ] اسم من إذا أطعته أفادك , وإذا أتيته شاكراً زادك وإذا خدمته | أصلح قلبك وفؤادك . | | قال الشبلي : ليس للأعمى من الجوهر إلا لمسه , وليس للجاهل من ذكر الله | عز وجل إلا النطق باللسان . | | ( ذكرك لي مؤنس يعارضني % يعدني عنك منك بالظفر ) % | | ( وكيف أنساك يا مدى هممي % وأنت مني بموضع النظر ) % | | يا من يرجو الثواب بغير عمل , ويرجئ التوبة بطول الأمل , أتقول في الدنيا قول | الزاهدين وتعمل فيها عمل الراغبين , لا بقليل منها تقنع , ولا بكثير منها تشبع , تكره | الموت لأجل ذنوبك وتقيم على ما تكره [ الموت له ] تغلبك نفسك على ما تظن | ولا تغلبها على ما تستيقن , لا تثق من الرزق بما ضمن لك ولا تعمل من العمل | ما فرض عليك , تستكثر من معصية غيرك ما تحقره من نفسك . | | أما تعلم أن الدنيا كالحية , لين لمسها والسم الناقع في جوفها , يهوى إليها الصبي
____________________

الصفحة 54