كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| الجاهل ويحذرها ذو اللب العاقل , كيف تقر بالدنيا عين من عرفها , وما أبعد | أن يفطم عنها من ألفها : | | ( حقيق بالتواضع من يموت % وحسب المرء من دنياه قوت ) % | | ( فما للمرء يصبح ذا اهتمام % وحزن لا تقوم به النعوت ) % | | ( فيا هذا سترحل عن قريب % إلى قوم كلامهم السكوت ) % | | أخبرنا عمر بن ظفر , بسنده إلى محمد بن أحمد بن زياد قال : سمعت أبا بكر العطار | يقول : حضرت جنيدا عند موته أنا وجماعة من أصحابنا , وكان قاعدا يصلي ويثني | رجليه إذا أراد أن يركع ويسجد , فلم يزل كذلك حتى خرج الروح من رجليه , | فثقل عليه تحريكهما , وكانت رجلاه قد تورمتا , فقال له بعض أصحابه : ما هذا يا أبا | القاسم ؟ قال : هذه نعم الله أكبر . فلما فرغ من صلاته قال له أبو محمد : يا أبا القاسم | لو اضطجعت ؟ فقال : يا محمد هذا وقت يؤخذ منه . الله أكبر . فلم يزل كذلك | حتى خرجت روحه . | | طوبى لمن تنبه من رقاده , وبكى على ماضي فساده وخرج من دائرة المعاصي إلى دائرة | سداده , عساه يمحو بصحيح اعترافه قبيح اقترافه , قبل أن يقول فلا ينفع , | ويعتذر فلا يسمع : | | ( قد قلت للنفس وبالغت % وزدت في العتب وأكثرت ) % | | ( يا نفس قد قصرت ما قد كفى % تيقظي قد قرب الوقت ) % | | ( جدي عسى أن تدركي ما مضى % قد سبق الناس وخلفت ) % | | ( أنا الذي قد قلت دهرا غداً % أتوب من ذنبي فما تبت ) % | | ( لو كنت ذا عقل لما حل بي % نحت على نفسي ما عشت ) % | | ( واحسرتي يوم حسابي إذا % وقفت للعرض وحوسبت ) % |
____________________

الصفحة 55