كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| | سعد من تدبر , وسلم من تفكر , وفاز من نظر واستعبر , ونجا من بحر الهوى | من تصبّر , وهلك كل الهلاك وأدبر , من نسي الموت مع الشعر المبيض ! 2 < قل انظروا ماذا في السماوات والأرض > 2 ! . | | يا أرباب الغفلة اذكروا , يا أهل الإعراض احضروا , يا غافلين عن المنعم اشكروا , | يا أهل الهوى خلوا الهوى واصبروا , فالدنيا قنطرة فجوزوا واعبروا , وتأملوا هلال | الهدى فإن غم عليكم فاقدروا , فقد نادى منادي الصلاح حي على الفلاح , فأسمع | أهل الطول والعرض ! 2 < قل انظروا ماذا في السماوات والأرض > 2 ! . | | إخواني : ليس المراد بالنظر إلى ما في السموات والأرض ملاحظته بالبصر , وإنما | هو التفكر في قدرة الصانع . | | أخبرنا محمد بن عبد الله , قال حدثنا عبد الله بن علي الدقاق , أنبأنا أبو الحسين | ابن بشران , أنبأنا إسماعيل الصفار , حدثنا سعدان , حدثنا أبو معاوية , عن الأعمش , | عن عمرو بن مرة , عن سالم بن أبي الجعد , عن أم الدرداء رضي الله عنها أنها قالت : | ' تفكر لحظة خير من قيام ليلة ' . | | وقيل لها : ما كان أفضل عمل أبي الدرداء ؟ قالت : التفكر . | | وقال ابن عباس : ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة . | | وقال الحسن : ما زال أهل العلم يعودون بالتفكر على التذكر , وبالتذكر على التفكر , | ويناطقون القلوب حتى نطقت , فإذا لها أسماع وأبصار , فنطقت بالحكمة وضربت الأمثال , فأورثت العلم . | | وقال : الفكر مرآة تُريك حسناتك وسيئاتك . وقال : من لم يكن كلامه | حكمة فهو لغو , ومن لم يكن سكوته تفكراً فهو سهو , ومن لم يكن نظره | اعتباراً فهو لهو . |
____________________

الصفحة 57