كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| المجلس الرابع | في ذكر نوح عليه الصلاة والسلام | | الحمد لله تسبحه البحار الطوافح , والسحب السوافح , والأبصار اللوامح , | والأفكار والقرائح , العزيز في سلطانة , الكريم في امتنانه , ساتر المذنب في | عصيانه , رازق الصالح والطالح , تقدس عن مثل وشبيه , وتنزه عن نقص يعتريه , يعلم | خافية الصدر وما فيه من سر أضمرته الجوانح , لا يشغله شاغل ولا يبرمه سائل | ولا ينقصه نائل , تعالى عن الند المماثل والضد المكادح , يسمع تغريد الورقاء على | الغصن , وما شاء كان وما لم يشا لم يكن , ويتكلم فكلامه مكتوب في اللوح مسموع | بالأذن بغير آلات ولا أدوات ولا جوارح . أنزل القطر بقدرته وصبغ لون النبات | بحكمته , وخالف بين الطعوم بمشيئته , وأرسل الرياح لواقح . موصوف بالسمع والبصر , | يرى في الجنة كما يرى القمر , من شبهه أو كيفه فقد كفر . هذا مذهب أهل السنة | والأثر , ودليلهم جلي واضح . ينجي من شاء كما شاء ويهلك , فهو المسلم للمسلم والمسلم | للمهلك , لم ينتفع كنعان بالنسب يوم الغرق لأنه مشرك , ' قال يا نوح إنه ليس من | أهلك إنه عمل غير صالح ' . | | أحمده على تسهيل المصالح , وأشكره على ستر القبائح , وأصلى على رسوله محمد | أفضل غاد وخير رائح , وعلى صاحبه أبي بكر ذي الفضل الراجح , وعلى عمر العادل | فلم يراقب ولم يسامح , وعلى عثمان الذي بايع عنه الرسول فيالها صفقة رابح , وعلى على | البحر الخضم الطافح , وعلى عمه العباس الذي أخذ البيعة له ليلة العقبة وكل الأهل | نازح , اللهم صل على محمد وعلى آل محمد , وهب طالحنا لصالحنا وسامحنا فأنت الحليم | المسامح , واغفر لنا ذنوبنا قبل أن تشهد علينا الجوارح , ونبهنا من رقدات الغفلات |
____________________

الصفحة 64