كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| الكلام على قوله تعالى | ! 2 < ويحذركم الله نفسه > 2 ! | يا مبارزا بالذنوب خذ حذرك , وتوق عقابه بالتقى فقد أنذرك , وخل الهوى | فإنه كما ترى صيرك , قبل أن يغضب الإله ويضيق حبسه , ! 2 < ويحذركم الله نفسه > 2 ! . | | اجتهد في تقوية يقينك قبل خسر موازينك , وقم بتضرعك وخيفتك قبل نشر | دواوينك , وابذل قواك في ضعفك ولينك , قبل أن يدنو العذاب فتجد مسه , | ! 2 < ويحذركم الله نفسه > 2 ! . | | لما سمع المتيقظون هذا التحذير فتحوا أبواب القلوب لنزول الخوف , فأحزن | الأبدان وقلقل الأرواح فعاشت اليقظة بموت الهوى , وارتفعت الغفلة بحلول الهيبة , | وانهزم الكسل بجيش الحذر , فتهذبت الجوارح من الزلل والعزائم من الخلل , | فلا سكون للخائف ولا قرار للعارف , كلما ذكر العارف تقصيره ندم على مصابه , | وإذا تصور مصيره حذر مما في كتابه , وإذا خطر العتاب بفنائه فالموت من عتابه , | فهو رهين القلق بمجموع أسبابه . | | كان داود عليه السلام إذا خرج يوم نياحته على ذنبه أقلع مجلسه عن ألوف قد ماتوا | من الخوف عند ذكر ربه . | | وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمر بالآية في ورده فيبكي حتى يسقط ويبقى | في البيت مريضاً يعاد . | | وقرأ الحسن ليلة عند إفطاره ! 2 < إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة > 2 ! | فبقي ثلاثة أيام لا يطعم . | | حقيق بمن علم ما بين يديه , وتيقن أن العمل يحصى عليه , وأنه لا بد من الرحيل |
____________________

الصفحة 74