كتاب التبصرة - ت عبد الواحد (اسم الجزء: 1)

| عمل لديه , إلى موقف صعب يساق إليه , يتجافى عن مضطجع البطالة بجنبيه . | | قال حاتم الأصم : من خلا قلبه من ذكر أخطار أربعة فهو مغتر , فلا يأمن الشقاء . | | الأول : خطر يوم الميثاق , حين قال الله تعالى : هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء | في النار ولا أبالي ؛ ولا يعلم في أي الفريقين كان ؟ | | والثاني : حين خلق في ظلمات ثلاث , فنودي الملك بالشقاء والسعادة , ولا يدري | أمن الأشقياء هم أم من السعداء ؟ | | والثالث : ذكر هول المطلع , ولا يدري أيبشر برضا الله تعالى أو بسخطه ؟ | | والرابع : يوم يصدر الناس أشتاتا ولا يدري أي الطريقين يسلك به ؟ | | فمحقوق لصاحب هذه الأخطار أن لا يفارق الحزن قلبه ! | | بكى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ليلة فأطال , فسئل عن بكائه , فقال : | ذكرت مصير القوم بين يدي الله عز وجل ' فريق في الجنة وفريق في السعير ' | ثم صرخ وغشي عليه . | | ( كم ذا أغالط أمري % كأنني لست أدري ) % | | ( أغفلت ذا الذي كان % في مقدم عمري ) % | | ( ولم أزل أتمادى % حتى تصرم دهري ) % | | ( من لي إذا صرت رهناً % بالذنب في رمس قبري ) % | | ( بأي عذر ألاقي % ربي ليقبل عذري ) % | | ( فليت شعري متى أدرك % المنى ليت شعري ) % | | يا من قد وهى شبابه , وامتلأ بالزلل كتابه , أما بلغك أن الجلود إذا استشهدت | نطقت , أما علمت أن النار للعصاة خلقت , إنها لتحرق كل ما يلقى فيها , فيصعب | على خزنتها كثرة تلاقيها , التوبة تحجب عنها , والدمعة تطفيها , قال صلى الله عليه وسلم : |
____________________

الصفحة 75