كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 1)

° وقديمًا قال ناصرُ السُّنة الإمام الشافعي -لله درُّه-: "مَن استُغضِب ولم يَغْضَب فهو حمار" (¬1).
وهذي غضبتي -على قَدْري الضئيل- على صفحاتِ الكتب .. في هذه السلسلة التي أسأل الله أن يجعَلها جُنَّةً لي ورِدءً من النار .. ورِفعةً وقربةً وجوارًا لسيِّد الأبرار - صلى الله عليه وسلم -، وطُهْرةً من الذنوب والآثامِ والأوزار .. فاللهم سدِّد قلمي وزِّكه، واجعل له القبولَ بين الصالحين، ونَقِّه عن أعراض الدنيا، واجعله شجًى في حلوقِ المارقين والمنافقين .. واجعله وَقْفًا على نشر السُّنة والدفاع عنها، ونشرِ محاسن هذا الدين العظيم، ونهيًا عن المنكر، ووفِّر لي الأجرَ يوم لقياك.

• قال - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ من أمتي قومًا يُعطَوْن مثل أُجُور أوَّلِهم، يُنكِرون المُنكَر" (¬2).

* أرفع عملٍ ووسامٍ أن ننافح (¬3) عن رسولنا - صلى الله عليه وسلم -:

• للهِ درُّ من ينافحُ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ويكونُ من أنصارِ الله ورسوله، هذا موضعٌ كريم يرفعُنا إليه الله، وهل أرفعُ من مكانٍ يكونُ فيه العبدُ نصيرًا للرب وللرسول - صلى الله عليه وسلم -؟! إن هذه الصفةَ تحملُ من التكريم ما هو أكبرُ من الجنة والنعيم .. فما أجدرَ أتباعَ محمد - صلى الله عليه وسلم - أن ينتدِبوا لهذا الأمرِ الدائم!.

• وطوبى لمن يُنافحُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. فله نصيبٌ من قول
¬__________
(¬1) "سير أعلام النبلاء" للذهبي (10/ 43).
(¬2) صحيح: رواه أحمد، وصحَّحه الألباني في "الصحيحة" (1700)، وحسَّنه لغيره الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيق "المسند" (5/ 375).
(¬3) ننافح: ندافع.

الصفحة 21