كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 1)

° ولله درُّ حسان - رضي الله عنه - وهو يقول لأبي سفيان بنِ الحارثِ بنِ عبد المطلب لما هجى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -وذلك قبل إسلامه-:
هَجَوْتَ محمدًا فأجَبْتُ عنه ... وعِندَ اللهِ في ذَاكَ الجزاءُ
هَجَوْتَ محمدًا بَرًّا تقيًّا ... رسولَ اللهِ شيمتُه الوفاءُ (¬1)
أتَهْجُوهُ وَلستَ له بكُفْءٍ ... فشرُّكما لِخَيْركُما الفِدَاءُ
فإنَّ أبي ووالدَهُ وعِرْضي ... لِعِرْضِ محمدٍ منكم وِقَاءُ (¬2)
نعم .. إن أعراضنا ودماءَنا وأنفُسَنا وأهلينا فداءٌ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ..
عِرضي فدا عرضِ الحبيبِ محمدٍ ... وفِداهُ مُهجةُ خافقي وجَناني
وفداهُ كُلُّ صغيرِنا وكبيرِنا ... وفداهُ ما نظرت له العينانِ
ننافحُ عنه وذاك عزُّ الدهر .. ونمدحه وهذا علوٌّ وسموّ .. ونقول:
عذرًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. ننافح عن سيِّد السادات، وذاك بَهاءُ وعز الدهر .. ونمدحه وذاك علوٌّ وسموٌّ، وتَقصر كلماتُنا مهما أوتينا من لَسَنٍ وفصاحة أن نوفِّيه عُشْرَ معشار قَدْره - صلى الله عليه وسلم - ..
بمديحِهِ العَطِرِ المَنيفِ تَعَطَّرَتْ ... وتطهَّرَتْ وتنوَّرْتَ أوْزَانِي
يُعطِي القَرِيضَ غَضاضةً ونضارةً ... وفَصاحةً تُرْبِي على سُحْبَانِ (¬3)
¬__________
(¬1) عند ابن عساكر (4/ 127):
هجوت محمدًا برًّا حنيفًا ... رسولَ الله شيمته الوفاء
وفي "الاستيعاب" (ص 474):
هجوت مُطَهَّرًا برًّا حنيفًا ... أمينَ الله شيمته الوفاء
(¬2) "ديوان حسان بن ثابت" (ص 76) -تحقيق دكتور سيد حنفي- دار المعارف.
(¬3) ديوان الصرصري: ورقة 115 .. انظر "المدائح النبوية حتى نهاية العصر المملوكي" - للدكتور محمود سالم محمد - دار الفكر - سورية.

الصفحة 23