كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 1)

• فالمشكاةُ صَدْرُ المؤمن، والزجاجةُ قلبُه، وبصفائه تتجلَّى فيه صُورُ الحقائق والعلوم على ما هي عليه، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله تعالى آنيةً من أهل الأرض، وآنيةُ ربكم قلوبُ عباده الصالحين، وأحبُّها إليه أَليَنُها وأرقُّها" (¬1).
والشجرةُ المباركة: هي شجرةُ الوحي، وهي مادةُ المصباح التي يتَّقد منها.
فماذا ظنُّك بحظِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِن هذا المَثَل؟!.

• عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ خَلَق خَلقَه في ظُلمة، ثم ألقى عليهم من نُوره، فمن أصابه من ذلك النورِ اهتدى، ومن أخطأه ضَلَّ، فلذلك أقول: جَفَّ القلمُ على عِلم الله" (¬2).
فيا لها من أنوارٍ كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -! فإنَّ نورَ الإِيمان يملأُ قلبَه، ومُدخَلُه نور، ومُخْرَجُه نور، وعِلمُه نور، ومِشيتُه في الناس نور، وكلامه نور، ومصيرُه إلى نور، وللمؤمن نصيبٌ من هذا.
¬__________
(¬1) إسناده قوي: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" عن أبي عنبة، وقال الألباني: "رجاله كلهم ثقات أثبات غير "بقية"، وهو صدوق كثير التدليس عن الضعفاء، وهو هنا قد صَرَّح بالتحديث" .. وقواه الألباني في "الصحيحة" رقم (1691)، وحسَّنه في "صحيح الجامع" برقم (3163).
(¬2) صحيح: رواه أحمد في "المسند" مطولاً (10/ 127)، وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر. وقال الهيثمي في "المجمع" (7/ 193 - 194): "رواه أحمد بإسنادين والبزار والطبراني، ورجال أحد إسنادي أحمد ثقات"، ورواه الترمذي في "سننه" (5/ 26) في الإيمان - باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، وقال: حديث حسن، وأخرجه الحاكم مطولاً وصححه، وصححه الألباني في "الصحيحة" (3/ 64) رقم (1076).

الصفحة 33