كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 1)

أو تركيب كتركيب الماسِ في مَنْجَمِه، أوْ صفةٍ كصفةِ الذهب في عِرْقه.

* سبحان من رفع قَدْرَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]:

° "هو رحمةٌ للإنسان، إذ عَلَّمه الرحمن، وسَكَب في قلبه نورَ الإيمان، ودَلَّه على طريق الجِنان.
- هو رحمةٌ للشيخ الكبير، إذ سهَّل له العبادة، وأرشده لحُسنِ الخاتمة، وأيقظه لتدارُكِ العمرِ واغتنامِ بقية الأيام.
- هو رحمةٌ للشاب، إذ هداه إلى أجملِ أعمالِ الفُتُوَّة وأكملِ خِصال الصِّبا، فوجَّه طاقتَه لأنبلِ السجايا وأجلِّ الأخلاق.
- وهو رحمةٌ للطفل، إذ سقاه مع لَبَنِ أُمِّه دِينَ الفطرة، وأسمعه ساعةَ المَولِدِ أذانَ التوحيد، وألبَسَه في عهدِ الطفولة حُلَّةَ الإِيمان.
- وهو رحمةٌ للمرأة، إذْ أنصفَها في عالَم الظلم، وحَفِظ حقَّها في دنيا الجَوْر، وصان جانبَها في مهرجانِ الحياة، وحَفِقالها عفافَها وشَرَفها ومُستقبلها، فعاش أبًا للمرأة وزوجًا وأخًا ومُربيًا.
- وهو رحمةٌ للوُلاة والحُكَّام، إذْ وضع لهم ميزانَ العدالة، وحَذَّرهم من مَتَالِفِ الجَور والتعسُّف، وحَدَّ لهم حدودَ التبجيل والاحترام والطاعة في طاعةِ الله ورسوله.
- وهو رحمةٌ للرعِيَّة، إذْ وقف مدافعًا عن حقوقها، مُحرِّمًا الحيفَ، ناهيًا عن السَّلب والنَّهْب والسَّفك والابتزاز والاضطهاد والاستبداد" (¬1).
¬__________
(¬1) "محمد - صلى الله عليه وسلم - كأنك تراه" لعائض القرني (ص 106 - 107) - طبع دار ابن حزم.

الصفحة 37