كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 1)

° بأبي وأمي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - .. والذي نفسي بيده هو أوْلى الناس بقول القائل:
زَمَانُكَ بُستانٌ وَعصْرُكَ أخضَرُ ... وذكراكَ عصفور مِنَ القَلبِ يَنْقُرُ
دَخَلتَ على تاريخنَا ذاتَ لَيْلَة ... فَرَائحَةُ التَّاريخ مِسْكٌ وعَنْبَرُ
وَكنْتَ فكانَتْ في اَلحقولِ سَنَابِلٌ ... وكاَنَتْ عَصَافيرٌ وكَانَ صُنُوبَرُ
لَمَسْتَ أمَانِينَا فَصَارَتْ جَدَاوِلاً ... وَأمْطَرْتَنا حُبًّا ولا زِلْتَ تُمْطرُ
تُعَاودُنِي ذِكْراكَ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ (¬1) ... وَيُورِقُ فِكْرِي حين فيك أفَكِّرُ
وتَأبى جِرَاحي أنْ تَضُمَ شِفَاههَا ... كَأنَ جِرَاحَ الحُبِّ لا تَتَخَثَّرُ
أَتَسْأَلُ عن أعْمارِنا أنْتَ عُمْرُنا ... وأنت لنا التاريخُ أَنْتَ المُطَهَّرُ (¬2)

° ونبضُ فؤادِنا ووَجيبُ قلوبنا قاصِر على حُبِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد حب الله -عز وجل-:
قصَرْتُ عَلَيْكَ العُمْرَ وهو قَصيرُ ... وغَالَبتُ فيك الشَّوْقَ هو قَدِيرُ
وأَنْشَأتُ في صدري لِحُسْنِكَ دَولَةً ... لها الحُبُّ جندٌ والولاءُ سَفِيرُ
فؤادي لها عَرْشٌ وأنتَ مَلِيكُهُ ... ودُونَك من تلك الضُّلُوع سُتُورُ
وما انَتَقَضَتْ يومًا عليكَ جَوانِحِي ... وَلاَ حَلَّ في قلبي سواكَ أمِيرُ
حبيبٌ (¬3) إذا غَنَّى اليَرَاعُ بمَدحه ... سَرَتْ بالمَعَالي هزةٌ وسُرورُ
فَدِينُكَ مَحْرُوس ورَبُّك حَافِظٌ ... وأنت على مُلكِ القلوبِ أميرُ

* * *
¬__________
(¬1) في الأصل: تعاودني ذكراك كل عشِيَّة.
(¬2) في الأصل: وأنت لنا الآمالُ أنت المُحَرر.
(¬3) في الأصل: مَليكٌ.

الصفحة 42