كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 1)

القائمون مقامَهم مِن بعدِهم، وحدودهم، بيانُ ذلك قوله: أربابُ أدوارٍ فيها تقدمت الأنبياء والأسباب" (¬1).

° وقال الحارثيُّ اليمانيُّ ببيانٍ أوضحَ من ذلك وأظهر: "فقام أولُ نُطقاءِ دَورِ السِّتر وهو آدمُ - عليه السلام - بأمرِ ذلك الإِمام الذي هو صاحبُ الزمان .. ولا يزالُ ذلك كذلك إلى أن يُقيمَ أساساً يَخلُفه في أمته، وانتقل إلى دارِ كرامةِ الله تعالى، وجَرَت الإمامةُ متسلسلةً من إمامٍ إلى إمام إلى وفاءِ دَورِه، وقام بعدَه الناطقُ الثاني، وهو نُوح - عليه السلام - وقيامُه عن أمرِ إمام زمانه، وهو هود - عليه السلام -، وضِدُّه عَوْج بن عَنق، فقنَّن قوانين، وشَرعَ شرعاً غير ذلك الأول، ودعا إلى عبادةٍ ظاهرة، هي رُموزٌ واشاراتٌ إلى حدود الله الروحانية والجُسمانية، الدالة على توحيده وتنزيهه، إلى وفاءِ ما عليه من الخِدمة، ثم أقام وصية "ساما" - عليه السلام - خَلَفاً في أمته، ومؤوِّلاً لباطنِ شريعته، ثم نَصَّ عليه، وانتَقَل إلى دارِ كرامة الله تعالى، وجَرت الإمامةُ متسلسلةً إلى تمام دَوره، وقام إبراهيمُ - عليه السلام- عن أمرِ إمامِ زمانه، الذي هو صالح -عليه السلام- ,فكان ضدَّه النمروذُ بن كنعان، فقنَّن قوانين، وشَرعَ شرعاً جَعَل فيه رموزًا وإشارات، إلى معرفةِ حدودِ الله الرُّوحانية والجُسمانية الدالةِ على معرفةِ توحيد الله وتنزيهه، إلى وفاء ما عليه من الخِدمة، وأقام وصيَّه إسماعيل -عليه السلام- وانتَقل إلى دارِ كرامة اللًّه، وجَرَت الإمامةُ متسلسلةً في عَقِبهِ إلى وفاءِ دوره، وقام موسى - عليه السلام- عن أمرِ إمام زمانِه الذي هو "أد" -عليه السلام-، وكان إبليسه فرعون, قائماً بإزائه , ففعل كما فَعل مَن كان قبله إلى وفاء
¬__________
(¬1) "كنز الولد" للحامدي (ص 206، 207).

الصفحة 433