كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 1)

وأيضًا: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ}، "يعني: إيضاحَ مقامٍ العينَ "عليٍّ" في كلِّ دور لكونك الداعى إليه" (¬1).

° وأيضًا: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، "يعني: بإيضاح مقامٍ "العين"، وكذلك الرحمة لمن اعتَرف بمَقامه في القديم، فجرى على ذلك في الحديث، ثم قال تعالى "للميم": {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ}، يعني: "العين"، {إِلَهٌ وَاحِدٌ}، يعني: متوحِّدٌ في مقام العظمة" (¬2).
ولو أنه قَصَّر في الدعوة إليه لَهَبطت منزلته، وسُلبت منه نبوّتُه ورسالته، كما قال الصوري:
"فأنزل الله على نبيِّهْ ....... أن يُظهرَ النصَّ على وَصيِّهْ
فخاف مِن أصحابِه لعِلمِه ..... بكيدِهم وما نَوَوْا مِن ظُلمهْ
وقيل: لا تُشرك فإن أشركتْ ...... ليُحْبِطنَّ اللهُ ما عَمِلتْ
فقُمْ وبَلِّغْ لا تَخَفْ فرحمتي ...... تنالُك اليومَ وكنْ في عصمتي" (¬3)

° وأما أنه إليه الدعوةُ في كلّ عصرٍ وزمان، فكما قاله صاحب "الكشف": "قال النبي - عليه السلام -: {هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي} [الأنبياء: 24]، أراد بذلك أن الذِّكرَ الذي معي هو الذِّكرُ الذيَ كان يدعو إليه مَن كان قبلي , العلم الذي قام به أميرُ المؤمنين صلواتُ الله عليه الذي إليه
¬__________
(¬1) أيضًا تفسير سورة مريم (ص 199).
(¬2) أيضاً تفسير الأنبياء (ص 239).
(¬3) "القصيدة الصورية" (ص 60).

الصفحة 438