كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 1)

محمدٌ باللسان، وصَمَت عنه السيفُ إلى بلوغ الكتاب أجَلَه، فأظهر العلومَ، وبيَّن الحقائق، وكَشَف لخلفائِه منها السرَّ المكتوم، فظَهَرت منه حقائقُ معجزاتٌ ودلائلُ وآياتٌ لَم تَظهر في الأئمَّة من قبله، ولا قام أحدٌ منهم كمِثله لأنه السابعُ صاحبُ القوَّةِ والظهور، والضياءِ والنور، ومبيِّن العلم المستور.
وكان محمدُ بنُ إسماعيل مُتِمَّ الدَّور المنتهيةَ إليه غايةُ الشرائعِ المختومة به، المشتملَ على مراتبِ حدودها، المحيطَ بعلومهم، وهو قائمٌ بالقوة، صاحبُ الكشفة الأولى؛ لأن القائمَ بالفعل هو القائمُ الكلِّي الذي هو صاحبُ الكشفة الأخرى، والبطشةِ العظمى، وقائمُ القيامةِ الكبرى؛ لأن القياماتِ كثيرة .. وإنما وقع عليه "محمد بن إسماعيل" اسمُ الناطق السابع لنُطقه بالأمرِ الإِلهي، وجَمْعِه للفضل الذي هو إليه متناهي، وليس بمتمٍّ ولا رسول، بل هو منفردٌ برتبةِ الوحدة، وقد تمَّ التمام واتَّسق النظام. وإنما خُصَّ "محمد بنُ إسماعيل" بذلك لانتظامِه في سِلك مقاماتِ دَورِ السِّتر، لأنك إذا عَدَدْتَ آدمَ ووصيَّه وأئمةَ دَورِه كان خاتمهم الناطقُ وهو نوحٌ -عليه السلام- .. وإذا عددت عيسى ووصيَّه وأئمَّةَ دوره، كان محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - متسلِّماً لمراتبهم، وهو الناطق الخاتم للنطقاء، وكان وصيُّه -عليه السلام- بالفضل منفرداً، وإذا عددتَ الأئمَّة في دَوره كان "محمدُ بنُ إسماعيل" سابعُهم، وللسابع قوةٌ على من تقدَّمه، فلذلك صار ناطقاً وخاتماً للأسبوع وقائماً، وهو ناسخُ شريعةِ صاحبِ الدَّور السادس" (¬1).
¬__________
(¬1) "زهر المعاني" للداعي الإسماعيلي المطلق إدريس عماد الدين -الذي له العصمة الكبرى مثل الإِمام- (ص 53) وما بعد من "المنتخب" لايوانوف.

الصفحة 449