كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 1)

من سَطحِها بلبنة على رأسه فدَمَغته، وقتيلُ النساءِ أخسُّ قتيل وأهْوَنُ فقيد" (¬1).
وانتهت بقتله شوكةُ القرامطة، وذُبح على فراشه ممَّن تولَى بعده وهو "ابن أبي زكريا الطامي" الذي أسَن اللواط، وأوجَبَ قتل الغلامِ الذي يمتنع على من يريد الفجور به.

° قال عبد القاهر البغدادي في كتابه القيم "الفَرق بين الفِرق" عن الباطنية -ويعني بذلك دعوةَ ميمون بن القَدَّاح وحَمدان قِرمطَ من الإسماعيلية والقرامطة-: "ومنهم مَن نَسَب الباطنيةَ إلى الصابئين الذين هم بحَرَّان، واستدلَّ على ذلك بأن حَمْدان قِرْمِط داعيةَ الباطنية بعد ميمونَ بنِ ديصان كان من الصابئة الحرَّانية، واستدلَّ أيضاً بأن صابئةَ حَرَّان يكتمون أديانَهم ولا يُظهرونها إلاَّ لمن كان منهم، والباطنيةُ أيضاً لا يُظْهرون دينَهم إلاَّ لمن كان منهم بعدَ إحْلاَفهم إياه على أن لا يَذكر أسرارَهم لغيرهم".

° قال عبد القاهر: "الذي يصحُّ عندي من دِينِ الباطنية أنهم دُهْرية زَنَادقة، يقولون بقِدَم العالم، ويُنكرون الرسلَ والشرائعَ كلَّها, لِميلها إلى استباحةِ كلِّ ما يَميل إليه الطبع.
والدليلُ على أنهم كما ذكرناه ما قرأته في كتابهم المترجم بـ "السياسة والبلاغ الأكيد، والناموس الأعظم"، وهي رسالة عبَيْد اللَّه بن الحسين القَيْرَوَاني (¬2) إلى سليمانَ بنِ الحسنِ بن سعيد الجَنَّابي، أوْصَاه فيها بأن قال
¬__________
(¬1) "الفرق بين الفرق" (ص 287).
(¬2) هو عُبيد الله المُلَقب بالمهدي والد الخلفاء العبيديين الفاطمين، والذي افترى أنه من ولد =

الصفحة 458