كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 1)

السماوات والأرض ودوابُّ البَرِّ والبحرِ يستغفرون له؟!! ".

* {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}:

° لله درُّ حسانِ بنِ ثابت وهو يقول:
أغَرُّ عَلَيْه للنُّبُوَّة خاتَمٌ ... مِنَ الله مَشْهودٌ يَلوحُ ويُشْهَدُ
وضَمَّ الإلهُ اسْمَ النبيِّ إلى اسمه ... إذا قالَ في الخَمْسِ المُؤَذِّنُ "أَشْهَدُ"
وَشَقَّ لهُ من اسمه لِيُجِلَّهُ ... فَذُوا العرشِ محمودٌ وهذا محمدُ (¬1)
رفعناه في الملأ الأعلى، ورفعناه في الأرض، ورفعناه في هذا الوجود
جميعًا .. رفعناه فجعلنا اسمَه مقرونًا باسم الله كُلَّمَا تحرَّكَتْ به الشِّفاه: "لا إله إلا الله محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وليس بعد هذا رفع، وليس وراءَ هذا منزلة، وهو المَقامُ الذي تفرَّد به - صلى الله عليه وسلم - دون سائر العالمين.

° ورفعنا لك ذكرك في اللوح المحفوظ، حين قَدَّر اللهُ أن تمرَّ القرون، وتَكِرَّ الأجيال، وملايينُ الشِّفاهِ في كلِّ مكان تهتفُ بهذا الاسم الكريم مع الله والتسليم، والحبِّ العميق العظيم.

° ورفعنا لك ذكرك، وقد ارتبط بهذا المنهج الإلهيِّ الرفيع، وكان مُجردُ الاختيارِ لهذا الأمر رفعةَ ذكرٍ لم يَنَلْها أحد من قبلُ ولا من بعدُ في هذا الوجود.

° ورفعنا لك ذِكرَك: هو حِسِّي في الأذان والإقامة، وفي الخُطب على المنابر، وافتتاحياتِ الكلام في الأمور الهامة.

° ومِن رَفْع الذكرِ معنًى -أَيْ من الرفعة-: ذِكرُه - صلى الله عليه وسلم - في كتب الأنبياء
¬__________
(¬1) "ديوان حسان بن ثابت" (ص 134).

الصفحة 50