كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 1)

مرةً: "أنا أقيم الحَدَّ على البدشتيين" (¬1) -وهو منهم-، وفعلوا غير ما فعلوا.
إنهم بحثوا في الأمرين الرئيسيين:
1 - انقاذ الباب من معتَقلِه، ونقلُه إلى مكان آمن.
2 - نسخ الشريعة المحمدية، وإنشاءُ دين جديد باسم "البابية".

° "ففيما يتعلق بالأمر الأول: تقرر إرسالُ المبلِّغين إلى النواحي والأكنافِ ليَحثُّوا الأحباب على زيارةِ الباب في "ماه كو" مستصحِبين معهم مَن يتسنَّى استصحابُه مِن ذَوِي قُرباهم ووُدِّهم، وأن يجعلوا مركزَ اجتماعهم "ماه كو"، حتى إذا تمَّ منهم العددُ القيم الكافي، طَلبوا من محمد شاه الإِفراجَ عن حضرةِ الباب، فإذا لبَّى الشاهُ طلبَهم فبها ونِعْمت، وإلاَ أنقذوه بصارم القوةِ وحَدِّ الاقتدار".
وأما فيما يتعلق بالأمر الثاني: فقد ظَهَر بعدَ المُذاكراتِ الطويلةِ أن مُعظمَ المؤتمِرِين "يعتقد بوجوبِ النَّسخ والتجديد، ويرى أن مِن قوانين الحكمةِ الإِلهية في التشريع المديني أن يكون الظهور اللاحقُ أعظمَ مرتبةً وأعم دائرةً من سابقه، وأن يكون كلُّ خَلَفٍ أرقى وأكملَ من سَلَفِه، فعلى هذا القياس يكون البابُ أعظمَ مقامًا وآثارًا من جميع الأنبياء الذين خَلَوا من قَبله، ويَثبُتُ أن له الخيارَ المطلَقَ في تغييرِ الأحكام وتبديلِها، وذهب قلائلُ إلى عدم جوازِ التصرف في الشريعةِ الإسلامية مستندِين إلى أن حَضرةَ الباب ليس إلاَّ مُروِّجًا لها ومُصلِحًا لأحكامها .. وكانت "قُرةُ العين الطاهرة" من القسم الأول، لذا أصرَّت على وجوبِ إفهام جميع الأحبَّاء
¬__________
(¬1) "نقطة الكاف" (ص 155) للبابي الكاشاني ط ليدن بتحقيق بروفسور براؤن.

الصفحة 509