كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 1)

° وبعد هذا الإعلان والدعاء بعشرة أيام، نَشَر الغلامُ القادياني في جريدة قاديانية: "إن كل ما قيل من "ثناءِ الله" ليس من عند أنفسنا، بل من قِبَل الله، كما أُلهمتُ الليلةَ عن الدعاء الذي دعوتُه {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ}، ومعنى هذا الإلهام أن دعوتي قد قُبلت" (¬1).
وفِعلاً قُبلت دعوته هذه، وقُضي بينه وبين "ثناء الله" بالحقِّ، فبعد ثلاثةَ عشَرَ شهراً وعشرةِ أيام بالضبط جاءه قضاءُ الله وقَدَرُه، بصورةٍ بشعة، كان يتمنَّاها للشيخ الجليل "ثناء الله"، نعم بنفس الصورة، وبنفسِ المرض الذي نص عليه هو! بالكوليرا، وإليك بيانه:

° يكتب ابنُ الغلام القادياني وزعيم القاديانية "بشير أحمد" في سيرته: "أخبرتني أمي أن حَضْرَتَه -أي الغلام- احتاج إلى بيتِ الخلاء بعد الطعام مباشرة، ثم نام قليلاً، وبعد ذلك احتاج مرةً أخرى إلى بيتِ الخلاء، فذهب مرةً أو مرتين إليها بدون أن يُشعِرَني، ثم أيقظني، فرأيتُ أنه ضَعُف جدًّا، وما استطاع الذهابَ إلى سريره، فلذا جلس على سريري أنا، فبدأت أمسحُه وأمسِّجُه، وبعد قليل أحسَّ الحاجة مرةً أخرى، ولكن الآن ما استطاع الذهابَ إلي بيتِ الخلاء، فلذا قضاها عند السرير، واضطجع قليلاً بعد القضاء، ولكن الضعفَ بَلَغ إلى منتهاه، فجاءته الحاجةُ مرة أخرى، فقضاها، ثم جاءه القَيء، وبعدما فرغ من القيء خَرَّ على ظهره، واصطدم رأسه بخشب السرير، وتغيَّرت حالته" (¬2).

° وكتب "رحيمه" -أبو زوجه-: "الليلةَ التي مرِضها حَضرته -الغلام-
¬__________
(¬1) جريدة بدر القاديانية، الصادرة في 25 أبريل سنة 1907.
(¬2) "سيرة المهدي" لبشير أحمد بن الغلام (ص 109).

الصفحة 628