كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 1)

أمِنَ الحضيضِ أُريدُ لَمسًا للذُّرَى ... جَل المَقامُ فلا يُطالُ مُقامُ
وِزرِي يُكبِّلُنِي ويُخْرِسُنِي الأسَى ... فيموتُ فِي طَرَفِ اللسانِ كَلاَمُ
يمَّمْتُ نحوكَ يا حبيبَ الله في ... شوقٍ تُقِضُّ مضاجِعي الآثامُ
أرجو الوصولَ فليلُ عُمري غايةٌ ... أشواكها الأوزارُ والآلامُ
يَا مَن وُلدْتَ فأشْرَقَتْ برُبوعِنَا ... نفحاتُ نورِك وانجلى الإظلامُ
أأعودُ ظمآنًا وغيريَ يَرْتَوِي ... أيُرَدُّ عن حوضِ النبيِّ هُيامُ؟!
كيفَ الدخولُ إلى رِحاب المصطفى ... والنفْسُ حَيْرى الذنوبُ جسامُ؟!
ماذا أقولُ وألفُ ألفِ قصيدةٍ ... عصماءَ قَبْلي سطَّرَتْ أَقلامُ؟!
مَدَحُوك ما بَلغوا برغْم ولائهم ... أسوارَ مجْدك فالدُّنُّو لمامُ
حتى وقفتُ أمامَ نورِك باكيًا ... فتدفقَ الإحَساسُ والإلهامُ
وتوالت الصُّورُ المُضيئةُ كالرُّؤَى ... وطَوى الفوادَ سكينة وسَلاَمُ
يا مِلءَ رَوحِي وَهْجُ حُبِّك في دمي ... قَبَسٌ يُضِئُ سريرتي وزِمَامُ
أنتَ الحبيبُ وأنْتَ من أرْوَى لَنَا ... حتى أضاءَ قلوبَنا الإسلامُ
حُورِبتَ لَم تَخْضَعْ ولَمْ تَخْشَ العِدَا ... مَن يَحْمِه الرحمنُ كيفَ يُضَامُ؟!
وملأتَ هذا الكونَ نُورًا فاختفتْ ... صورُ الظَّلامِ وقُوِّضَتْ أصنامُ

* * *

* عُذرًا رسولَ الله:
حين أريدُ الدخولَ إلى جَنابك ورحابك ومَقامك الأنور أحتاجُ إلى عُمرٍ جديد، أولُ نَفَسٍ منه حتى آخرِه ملؤه الطهارةُ كلُّ الطهارة .. ونورُ الإيمان الغامر، وجَمالُ الإحسانِ الباهر.

الصفحة 9