كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 1)
واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته» (¬1).
393 - قال ابن أبي مريم أخبرنا يحيي حدثنا حميد حدثنا أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال علي بن عبد الله حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا حميد قال سأل ميمون بن سياه أنس بن مالك قال: يا أبا حمزة ما يحرم دم العبد وماله؟
فقال: من شهد أن لا إله إلا الله (¬2)، واستقبل قبلتنا، وصلى صلاتنا، وأكل ذبيحتنا، فهو المسلم: له ما للمسلم، وعليه ما على المسلم (¬3).
29 - باب قبلة أهل المدينة وأهل الشام والشرق
ليس في المشرق ولا في المغرب قبلة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تستقبلوا القبلة بغائط أو بول، ولكن شرقوا أو غربوا» (¬4).
394 - عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ولكن شرقوا أو غربوا» قال أبو أيوب (¬5): فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض بنيت قبل القبلة، فننحرف ونستغفر الله تعالى.
¬_________
(¬1) والمعنى من تظاهر بالإسلام فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم وأمره وقلبه إلى الله حتى يتبين ما يوجب ردته.
* ذمة الله أمان الله وحفظه وعصمته.
(¬2) ولم يذكر شهادة أن محمدًا رسول الله لأنها معلومة.
(¬3) يعني أظهر الإسلام.
(¬4) يعني لأهل المدينة ومن كان على جهتهم، الجهة الشمالية والجنوبية.
(¬5) أبو أيوب أخذ بالعموم ولذا انحرف واستغفر الله، وقال بعضهم بالفرق واحتجوا بحديث ابن عمر.