كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 1)
42 - باب القسمة وتعليق القنو في المسجد
قال أبو عبد الله: القنو العذق، والاثنان قنوان، والجماعة أيضا قنوان. مثل صنو وصنوان.
421 - عن أنس - رضي الله عنه - قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمال من البحرين فقال: «انثروه في المسجد»، وكان أكثر مال أتي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة ولم يلتفت إليه، فلما قضى الصلاة جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحدا إلا أعطاه (¬1). إذ جاءه العباس فقال: يا رسول الله أعطني، فإني فاديت (¬2) نفسي وفاديت عقيلا. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خذ». فحثا في ثوبه، ثم ذهب يقله فلم يستطع، فقال: يا رسول الله اؤمر بعضهم يرفعه إلى. قال: «لا». قال: فارفعه أنت علي. قال: لا. فنثر منه ثم احتمله فألقاه (¬3) على كاهله، ثم انطلق، فما زال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبعه بصره- حتى خفى علينا- عجبا من حرصه- فما قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثم منها درهم.
¬_________
(¬1) في هذا:
أ - تولي الإمام قسمة المال، وهذا المال الجزية المضروبة على البحرين.
ب - لا بأس بتعليق القنوان والعذق في المسجد ليأكل الفقير، ولا بأس بجعل حجر لذلك لأنه مصلحة عامة.
(¬2) يعني يوم بدر.
(¬3) لعل المقصود من ذلك أن يأخذ ما يقدر عليه لأن هناك محتاجين.