كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 1)

18 - باب ما يكره من التشديد في العبادة
1150 - عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا حبل ممدود بين الساريتين، فقال: «ما هذا الحبل؟ » قالوا: هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا، حلوه، ليصل أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد» (¬1).
1151 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كانت عندي امرأة من بني أسد، فدخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «من هذه؟ » قلت: فلانة، لا تنام الليل- تذكر من صلاتها- فقال: «مه، عليكم ما تطيقون من الأعمال، فإن الله لا يمل حتى تملوا» (¬2).

19 - باب ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه
1152 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا عبد الله، لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل» (¬3).
¬_________
(¬1) ينبغي عدم التكلف، يأخذ ما تيسر، ويقرأ ما تيسر من غير مشقة، حتى لا يمل ويسأم العبادة، وهكذا التسبيح والتهليل والاستغفار.
(¬2) كيفية الصفات الغضب والسخط .. هكذا مسألة الملل، والملل من المخلوق ضعف، ومن الله لا، ومن آثاره كما قال أهل العلم: قطع الثواب.
*وسئل عن: يؤذيني ابن آدم؟ فقال الأذى غير الضرر فالضرر منفي عن الله {وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا}، فالأذى هنا لما يقع من غضبه من معاصي الخلق.
(¬3) في الحث على قيام الليل، وقد قال الله في عباد الرحمن خلاصة الأمة: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}.

الصفحة 348