كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 1)

15 - باب لا يرد السلام في الصلاة
1216 - عن علقمة عن عبد الله قال: «كنت أسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في الصلاة فيرد علي، فلما رجعنا سلمت عليه فلم يرد علي وقال: إن في الصلاة شغلًا» (¬1).
1217 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حاجة له، فانطلقت، ثم رجعت وقد قضيتها، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه فلم يرد علي، فوقع في قلبي ما الله أعلم به، فقلت في نفسي: لعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجد علي أني أبطأت عليه ثم سلمت عليه فلم يرد علي، فوقع في قلبي أشد من المرة الأولى. ثم سلمت عليه فرد علي (¬2). فقال: إنما منعني أن أرد عليك أني كنت أصلي. وكان على راحلته متوجهًا إلى غير القبلة».

16 - باب رفع الأيدي في الصلاة لأمر ينزل به
1218 - عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن بني عمرو بن عوف بقباء كان بينهم شيء، فخرج يصلح بينهم في أناس من أصحابه (¬3)،
فحبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحانت الصلاة، فجاء بلال إلى أبي
¬_________
(¬1) يرد إشارة، ومثلها الشيخ، ورفع يده اليمنى.
(¬2) قلت: يعني بعدما فرغ من صلاته، ففيه: أن الموالاة بين السلام والرد موسعة عند الحاجة
(¬3) فيه فوائد:
1 - الإصلاح بين الناس، وتواضعه - صلى الله عليه وسلم -.
2 - أن المؤذن إذا تأخر الإمام عن عادته أن يقدم أحدهم يصلي بالناس.
3 - أن الإمام إذا أتى وقد صلوا بعض الصلاة وأطالوا لا يؤمهم، وإن كانوا في أول الصلاة يتقدم، جمعًا بين هذا الحديث وحديث إمامة عبد الرحمن بن عوف.
4 - التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء.

5 - رفع اليدين إذا حصل للإنسان نعمة، ولو في الصلاة.
6 - الحركة اليسيرة لا تضر بالصلاة؛ لتقدم الصديق.
7 - الالتفات للحاجة بالعنق.
8 - حينما شق الصفوف وأتى كأنه أراد الإمامة؛ فتأخر الصديق.

الصفحة 368