كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 1)

وأبو طلحة خارج. فلما رأت امرأته أنه قد مات هيأت شيئًا ونحته في جانب البيت. فلما جاء أبو طلحة قال: كيف الغلام؟ قالت: قد هدأت نفسه، وأرجو أن يكون قد استراح. وظن أبو طلحة أنها صادقة. قال: فبات. فلما أصبح اغتسل، فلما أراد أن يخرج أعلمته أنه قد مات، فصلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بما كان منهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لعل الله يبارك لكما في ليلتكما» (¬1). قال سفيان: فقال رجل من الأنصار: فرأيت لهما تسعة أولاد كلهم قد قرأ القرآن.

42 - باب الصبر عند الصدمة الأولى
وقال عمر - رضي الله عنه -: نعم العدلان ونعم العلاوة (¬2) {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
وقوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ (¬3) إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}
1302 - عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الصبر عند الصدمة الأول».
¬_________
(¬1) تأخير الدفن لحاجة لا بأس، كما أخر دفن النبي - صلى الله عليه وسلم - للبيعة.
* الأولى إظهار الحزن؛ لفعله - صلى الله عليه وسلم -، وفعل النبي أفضل من فعل زوجة أبي طلحة.
* وهذا يدل على أنها تصبرت - رضي الله عنه -، ولم تظهر الحزن، وفي رواية ذكرت: أرأيت لو أن قومًا أعاروا .. فهل لهم أن يمنعوهم؟
فقال: لا. فقالت: احتسب ابنك.
(¬2) الصلاة والرحمة والهداية هي العلاوة.
(¬3) يعني شاقة على أكثر الخلق، إلا على المؤمنين الخاشعين.

الصفحة 383