كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 1)

10 - باب اتقوا النار ولو بشق تمرة، والقليل من الصدقة
1345 - عن أبي مسعود - رضي الله عنه - قال: «لما نزلت آية الصدقة كنا نحامل، فجاء رجل فتصدق بشيء كثير، فقالوا: مرائي. وجاء رجل فتصدق بصاع (¬1)، فقالوا: أن الله لغني عن صاع هذا. فنزلت: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} الآية.
1416 - عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمرنا بالصدقة انطلق أحدنا إلى السوق فتحامل، فيصيب المد وإن لبعضهم اليوم لمائة ألف» (¬2).
1418 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئًا غير تمرة (¬3)، فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيها، ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت. فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - علينا، فأخبرته فقال: من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له سترًا من النار».

11 - باب فضل صدقة الشحيح الصحيح
1419 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرًا؟ قال: «أن تصدق وأنت
¬_________
(¬1) هذا شأن المنافقين، لا يسلم منهم أحد.
(¬2) يعني ولا يتصدق، وأما الآن مئات الملايين ولا يتصدق.
* هذا من عظيم رغبة الصحابة في الصدقة، يعمل ويحمل فيتصدق.
(¬3) وفي رواية: ثلاث تمرات.

الصفحة 435