كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

علينا مؤشيّها (¬1)، ونصلّى عليه وعلى آله صلاة تزيل عن الوصول إليها كلّ مانع وتسهّل لنا من مظانّها كل حزن (¬2) شاسع.
أمّا بعد فإنك أيّها الأخ - أبقاك الله ورعاك - لمّا قرأت كتاب" بغية الراغب فى تهذيب (¬3) الفصول النحويّة" ورأيته فى غاية ما يكون من الاختصار، ويمكن من الإيجاز مع ما اشتمل عليه من الشرائط، وحواه من الأحكام والضوابط، وكنت فى مزاولة هذا الفنّ من العلم ناشئا وإن كان عزمك فيه ماضيا، واطّلعت منه على مستبهم مستغلق، وسمت نفسك إلى ما هو أعلى منه قدرا وأوضح سبيلا، وأكثر منه بسطاو أقوم قيلا، ورغبت إلىّ فى جمع كتاب ينير طرق فهمه، وتتّضح مذاهب معرفته فأجبتك إلى ما سألت غير ذاهب بالإطالة إلى الإملال، ولا جانح
بالإيجاز إلى الإخلال، حسب ما طلبت أن يكون باسطا لما أو جزفيه، مبيّنا لما أغلق من ألفاظه ومعانيه تقصر عن رتبته الشروح، ولا يقصر فى البيان والوضوح، جامعا لأبواب النحو وأحكامه.
مشتملا على أنواعه وأقسامه إلا ما عسى أن يشذّ منها أو وما لا تمسّ الحاجة إليه، ولم أكد أودعه من الأدلّة إلا ما أوجب ذكره إحكامه، وافتقر إلى معرفته بيانه، وليس لى فيه إلّا اختيار أقوال الأئمّة ونقلها وما أضفت إليها من زيادة شرط فى حدّ واحتراز فى قول، وإشارة إلى نكتة غربية تقف عليها. (¬4)
¬__________
(¬1) - يقال للثواب المزخرف: موشّى، وموشىّ.
(¬2) - الحزن: ما غلظ من الأرض، وأرض فيها حزونة، أى: صعبة غليظة والشاسع: البعيد.
(¬3) - هو كتاب لابن الأثير، شرح فيه كتاب الفصول لابن الدّهان ذكره السيوطى فى البغية 2/ 274.
(¬4) - الكلمة غير واضحة بالأصل، ويكاد يكون فى مكانها يياض، وما أثبتّه أقرب ما يكون إلى ما بقى من أثر ضئيل جدا للكلمة، وبمثله يستقيم الكلام إن شاء الله.

الصفحة 2