كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

فأمّا نونا التوكيد: فلهما باب (¬1) يذكران فيه.
وأمّا نون جماعة النّساء، فإنّها أبدا مفتوحة ساكن ما قبلها لا يحذفها (¬2) عامل؛ تقول: هنّ يضربن ويرمين، ولن يضربن ولن يرمين، ولم يضربن ولم يرمين؛ وهذه النّون قد جعلها قوم للعدد القليل من (¬3) الموّنث، وأطلقها آخرون (¬4) على القليل والكثير، وكأنّه الأشبه والأكثثر فى النّظم والنّثر.

الفصل الثّانى: فى الفرعىّ
وهو الأسماء: إذ قد بيّنا أنّ الإعراب فيها أصل، فيكون البناء فيها فرعا؛ لعوارض أوجبت له ذلك، وهى مشابهة الحرف، وتضمّن معناه، والوقوع موقعه، وقد ذكرنا ذلك فى الباب الثانى (¬5).
والمبنى من الأسماء على ضربين.
ضرب استحكم فى شبه الحرف؛ فلم يزل عنه، نحو: أين وكيف.
وضرب اعترض له البناء؛ فلم يوغل فيه، كالمنادى المفرد المقصود، نحو: يا زيد.
ولا تخلو الأسماء المبنيّة: أن تكون مفردة، أو مركّبة.
أمّا المفردة: فسبعة أنواع وهى: المضمرات، وأسماء الإشارة.
والموصولات، وأسماء الأفعال، والكنايات، وبعض الظّروف التى لم تتمكّن،
¬__________
(¬1) - 1/ 695.
(¬2) - لأنها ضمير كالواو فى:" يضربون" والألف فى" يضربان"؛ فكما لا تسقط الواو والألف هناك - يعنى فى الأفعال الخمسة - كذلك لا تسقط ها هنا، قال تعالى: إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ فأثبت النون؛ لأنها ضمير، وليست علامة رفع كالتى فى: لم يضربوا، ولن يضربوا، وانظر: ابن يعيش 7/ 10.
(¬3) - نسب الزمخشرى ذلك إلى المازنى. انظر: ابن يعيش 5/ 106.
(¬4) - انظر: ابن يعيش. الموضع السابق.
(¬5) - 1/ 15 - 16.

الصفحة 37