كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

وقال (¬1):
شمّ مهاوين أبدان الجزور مخا … ميص العشيّات لا ميل ولا قزم (¬2)
مهاوين: جمع مهوان، ومنه قولهم: إنّه لمنحار بوائكها، ومفعل: بمنزلة مفعال.
وأمّا فعيل للمبالغة فلا يعمله إلّا سيبويه (¬3) وحده، وأنشد (¬4):
حتّى شاها كليل موهنا عمل … باتت طرابا وبات الّليل لم ينم
¬__________
(¬1) هو الكميت بن زيد الأسدىّ. كذا قال سيبويه، وفي الخزانة ما يفيد أنّه ليس في ديوانه. قال البغداديّ:" والشعر نسبه سيبويه إلى الكميت
بن زيد الأسدىّ .. ".
وقال ابن المستوفى كابن خلف: رواه سيبويه للكميت ولم أره في ديوانه، وأنشده ابن السيرافي لتميم ابن أبّي بن مقبل" انتهي كلام البغداديّ، قلت: والبيت في ديوان الكميت بن زيد المطبوع 2/ 104.
وانظر: شرح أبيات سيبويه لابن السيرافي 1/ 215
(¬2) وهو من شواهد سيبويه 1/ 114، وانظر أيضا: التبصرة 228، وابن يعيش 6/ 74، 75 والخزانة 8/ 150.
مهاوين: جمع مهوان، مبالغة في مهين. شم: جمع أشمّ، من الشمم، وهو: ارتفاع قصبة الأنف مع استواء أعلاه، كناية عن العزّة. القزم - بالتحريك - رذال النّاس وسفلتهم، يقال للذكر والأنثى والواحد والجمع، والميل: جمع أميل، وهو الضعيف الذي لا يثبت على مركوبه. مخاميص: جمع مخماص، مبالغة: خميص، من خمص الشّخص إذا جاع.
(¬3) الكتاب 1/ 114.
(¬4) لساعدة بن جؤية الهذلّي. ديوان الهذليّين 1129.
وانظر - مع كتاب سيبويه - المقتضب 2/ 115 والمنصف 3/ 76 والتبصرة 226 وابن يعيش 6/ 72 والمغنى 435 وشرح أبياته 5/ 347 و 6/ 324 والخزانة 8/ 155.
شاها: شاقها، أو ساقها وأزعجها موضعها من والضمير في" شاها": يرجع إلى" الصّوار" المذكور في بيت سابق على الشاهد، والصّوار - بكسر الصاد -: القطيع من البقر. كليل: فعيل بمعنى مفعل، أي: مكلّ كسميع بمعنى مسمع. موهنا: وقتا من الليل، وهو مفعول به على المجاز، والمعنى: أن البرق يكلّ أوقات الليل بدوامه وتوالى لمعانه. والطراب: التى استخفّها الفرح.

الصفحة 508