كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

وقال آخر (¬1):
ممّن حملن به وهنّ عواقد … حبك النّطاق فشبّ غير مهبّل
وقال (¬2):
أو الفا مكّة من ورق الحمى
الحكم الرّابع: إذا عمل اسم الفاعل فى مظهر، مثنّى أو مجموع وحّدته كما توحّد الفعل، تقول: مررت برجل منطلق غلاماه، وذاهب غلمانه، فإن كان ممّا يجمع جمع تكسير، كان جمعه أولى، تقول: مررت برجل قيام غلمانه، ولا يحسن: قائمين غلمانه، إلّا على لغة من قال: أكلوني البراغيث، وإن رفعت به مضمرا مثنّى أو مجموعا ثنّيته وجمعته، فقلت: الزيدان قائمان، والزيدون قائمون، تقديره: قائمان هما، وقائمون هم.
¬__________
(¬1) وهو أبو كبير الهذلى. انظر: ديوان الهذليين 1072.
وهو من شواهد سيبويه 1/ 109، وانظر أيضا: النكت فى تفسير كتاب سيبويه 244 والإنصاف 489 وابن يعيش 6/ 74 والمغني 686 وشرح أبياته 8/ 82، والخزانة 8/ 192.
عواقد: جمع عاقدة. حبك النطاق: مشدّه، والمفرد: حباك - بزنه نطاق. والنطاق: إزار تشدّه المرأة فى وسطها، وترسل أعلاه على أسفله، تقيمه مقام السراويل المهبّل: المثقّل باللحم.
(¬2) هو العجاج. ديوانه 295.
والبيت من شواهد سيبويه 1/ 26، 110، وانظر: أيضا: الخصائص 3/ 135، 473 والإنصاف 519 وابن يعيش 6/ 74، 75 واللسان (حمم).
أو الفا: جمع الفة ونوّنه للضرورة. الورق: جمع ورقاء، وهي التي لونها بين الغبرة والخضرة.
الحمي: المراد به: الحمام. يصف حمام الكعبة.
قال ابن يعيش: ويحتمل ذلك أمرين، أحدهما: أن يكون حذف الميم على حدّ الترخيم في غير النداء؛ ضرورة، ثم أبدل من الألف ياء (أى: فقلبت الفتحة كسرة). الثّاني: أن يكون حذف الألف تخفيفا؛ لزيادتها، فاجتمع الميمان، فأبدل من الثانية ياء؛ لكراهية التضعيف، على حدّ الإبدال في" تظنيت" والأصل:" تظنّنت" (أى: ثمّ قلبت الفتحة كسرة).

الصفحة 510