كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

وكذلك جوّز (¬1) البدل، وأنشد (¬2):
أنا ابن التارك البكرىّ بشر … عليه الطّير ترقبه وقوعا
والمبرّد (¬3) يخالفه في هذين الحكمين.
الحكم السّابع: إذا فصلت بالظّرف مع حرف العطف في اسم الفاعل، كان قبيحا.
كقولك: زيد ضارب عمرا اليوم وغدا بشرا، فإن قلت: وبشرا غدا كان حسنا، كما قبح ذلك وحسن في الفعل إذا قلت: ضربت زيدا اليوم وأمس عمرا، وضربت زيدا اليوم وعمرا أمس، وقد جاء الفصل في الشّعر، قال الأعشى (¬4):
يوما تراها كشبه أردية ال … عصب ويوما أديمها نغلا
¬__________
(¬1) الكتاب 1/ 182.
(¬2) للمرّار الأسديّ.
وانظر: الأصول 1/ 135 والتبصرة 184 وابن يعيش 3/ 72، 73 والتصريح 2/ 123 والخزانة 4/ 284 و 5/ 183، 225.
ترقبه: تنتظر خروج روحه؛ لأنّ الطير لا يقع على القتيل وبه رمق، يقول:" إنّ أباه قد صرع رجلا من بكر، فوقعت عليه الطير وبه بقيّة من حياة، فجعلت ترقبه حتى يموت؛ لتتناول منه.
(¬3) انظر: المقتضب 4/ 163 - 164 والأصول 1/ 135 والنكت في تفسير كتاب سيبويه 292.
(¬4) ديوانه 233، وروايته: كشبه أردية الخمس.
وانظر: الخصائص 2/ 395، 396 واللسان (نغل).
الضمير فى" تراها" يرجع إلى الأرض فى البيت السّابق على الشاهد، وهو قوله:
والأرض حمالة لما حملّ (الله)، وما إن تردّ ما فعلا
والعصب: ضرب من البرود اليمانيّة يضرب غزله، أى: يدرج ثم يحاك، وكذا الخمس. نغل:
فسد، والمصدر: النغّل، بفتح النون والغين، ونغل وجه الأرض: تهشّمه من الجدوبة.
أي: أن الأرض يعتريها الخصب حينا فتكسوها الزهور كأنها حلّة من برود اليمن الزاهية الألوان، ويعتريها القحط أحيانا، فإذا هى مجدبة يتقشر
أديمها من الجفاف.

الصفحة 513