كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

وقالوا: إذا جاءت الأسماء وفيها المدح والذّمّ، وأصلها ممّا لم يسمّ فاعله، رفعت مفعولها، تقول: عجبت من جنون بالعلم زيد؛ فيصير كالفاعل، وإنّما هو مفعول.
النّوع الرّابع:
في أسماء الأفعال، وفيه فرعان:
الفرع الأوّل: في تعريفها، وهى قسمان: أسماء، وحروف.
أمّا الأسماء فعلى ضربين: متعدّ، وغير متعدّ، والمتعدّي على ضربين:
مفرد، ومضاف.
أمّا المفرد فنحو: رويدك زيدا، ليس للكاف موضع من الإعراب، ويستعمل" رويد" مصدرا، نحو: رويد زيد، وصفة، نحو: ساروا سيرا رويدا، وحالا، نحو: ساروا/ رويدا، ومنه قوله تعالى: فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً" (¬1)، ومن المفرد: تراك، ومناع، أي: اتركها، وامنعها، قال (¬2):
تراكها من إبل تراكها
وأمّا المضاف فنحو: دونك زيدا، وعندك عمرا، أي: الزمه، وحذرك زيدا، وحذارك، أي: احذره.
وأمّا غير المتعدّي: فعلى ضربين أيضا: مفرد، ومضاف:
فالمفرد نحو: صه، ومه، ونزال: أي: اسكت، وانزل.
والمضاف. نحو: مكانك، ووراءك، إذا حذّرته شيئا خلفه وقدّامه.
وأمّا الحروف فعلى ضربين: متعدّ، وغير متعدّ.
¬__________
(¬1) 17 / الطارق.
(¬2) هو طفيل بن يزيد الحارثيّ.
وهو من شواهد سيبويه 1/ 241 و 3/ 271، وانظر أيضا: المقتضب 3/ 369 والكامل 588 والتّبصرة 591 والمخصّص 17/ 63، 66 وأمالي ابن
الشّجريّ 2/ 111، 135 والإنصاف 537 وابن يعيش 4/ 50 والخزانة 5/ 160، 287.

الصفحة 526