كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

ومن ذلك:" هيهات"، ومعناها: بعد، وفيها لغات كثيرة، فأهل الحجاز يفتحون التاء، وبنو تميم (¬1) يكسرونها، ومن العرب من يضمّها، وقالوا: إنّ المفتوحة مفردة وتاؤها للتّأنيث، ويقلبونها في الوقف (2) هاء، وأمّا المسكورة فجمع المفتوحة (¬2)، والوقف عليها بالتّاء.
ومن ذلك:" حيّهل"، ومعناها: اقرب، وتقع في معنى: قرّب، كقولك:
حيّهل التّريد، أى: اقرب منه، وقد توصل ب" على" نحو: حىّ على الصلاة، وقد توصل ب" الباء" وب" إلى".
وفى" حيّ" ثلاث لغات (¬3)، أجودها: حيّهل بعمر، فإذا وقفت قلت:
حيّهلا؛ فالألف لبيان الحركة، والثانية: حيّهلا، بالتنوين، والثّالثة: حيّهلا، بالألف مع الوصل، وهى أردؤها، ويستعمل" حيّ" وحده، و" هلا" وحده.
ومن ذلك:" ها" بمعنى: خذ، وتلحق بها الكاف، نحو: هاك، وقد أنابوا الهمزة المفتوحة مناب الكاف، فقالوا: هاء، وقد جمعوا بينهما، وهى تتصرّف مع المخاطب في أحواله، وتقول للمؤنّث: هاء بلا" ياء"، وفي التّثنية هاؤما، وفي الجمع: هاؤم، وهاؤنّ.
ومن ذلك:" شتّان"، ومعناها: التّباين، تقول: شتّان زيد وعمرو،
¬__________
(¬1) انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج 4/ 12 - 13.
(¬2) انظر: سيبويه 3/ 291 والمقتضب 3/ 182 ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج. في الموضع السابق والخصائص 3/ 41.
(¬3) انظر: الأصول 1/ 145.

الصفحة 529