كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

منذر من يخشاه (¬1) وإِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ (¬2).
وبعضهم ينصب ب" ليت" و" لعلّ" و" كأنّ" مع دخول" ما عليها ويجعلها (¬3) زائدة لا كافّة؛ فيقول [ليتما] (¬4) زيدا منطلق، ولعلّما عمرا ذاهب، وكأنّما بكرا قائم، وينشد هذا البيت نصبا ورفعا، قال (¬5):
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا … إلى حمامتنا أو نصفه فقد
وأجاز الأخفش (¬6) ذلك فى" إنّ" و" أنّ" و" لكنّ"؛ على أنّ" ما" زائدة.
ونظير دخول" ما" على" إنّ" دخولها على" بعد" في قوله (¬7):
أعلاقة أمّ الوليّد بعد ما … أفنان رأسك كالثّغام المخلس
¬__________
(¬1) 45 / النازعات.
(¬2) 28 / فاطر.
(¬3) انظر: ابن يعيش 8/ 58 والرضي على الكافية 2/ 348.
(¬4) تتمه يستقيم بها المثال.
(¬5) هو النابغة الذبيانيّ. ديوانه 24.
والبيت من شواهد سيبويه 2/ 137، وانظر أيضا: الأصول 1/ 233 والخصائص 2/ 460 والتبصرة 215 والإنصاف 479 وابن يعيش 8/ 54، 58، والمغني 63، 286، 308 وشرح أبياته 2/ 46 والخزانة 10/ 251.
(¬6) انظر: ابن يعيش 8/ 55 وشرح الكافية الشافية 1/ 480.
(¬7) هو المرّار الأسدىّ.
والبيت من شواهد سيبويه 1/ 116 و 2/ 139، وانظر أيضا: المقتضب 2/ 54 وابن يعيش 8/ 131، 134 والمغني 311 وشرح أبياته 5/ 269 والخزانة 11/ 232.
العلاقة - بفتح العين - الحبّ، مصدر علق الرّجل - من باب فرح - المرأة، إذا أحبّها. الوليّد - بالتّشديد - مصغّر الوليد، بمعنى الولد، وصغّره ليدلّ على شباب أمّه.
أفنان الرأس: خصل شعره، جمع فنن، والأصل في الفنن الغصن، وأراد بالأفنان: ذوائب شعره، على سبيل الاستعارة. الثّغام - بفتح الثّاء - نبت إذا يبس صار أبيض، أو هو نبت له نور أبيض. المخلس: ما اختلط بياضه بسواده.

الصفحة 541