كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

فإن عطفت على اسمها جميعها قبل الخبر فالنّصب لا غير، تقول: إنّ زيدا وعمرا قائمان، وكذلك باقيها، فأمّا قول
الشّاعر (¬1):
فمن يك أمسى بالمدينة رحله … فإنّى وقّيار بها لغريب
فخبر" قيّار" محذوف، و" غريب" خبر" إنّ"؛ ولهذا أدخل اللّام عليه، ويجوز أن يحذف خبر" إنّ"، ويجعل" غريب" خبر" قيّار"؛ لأجل الفصل. وأجاز الكسائيّ الرّفع قبل الخبر (¬2)؛ فيقول: إنّ زيدا وعمرو ذاهبان. فأمّا قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ (¬3)؛ فإنّ سيبويه يجعل خبر" الصائبون" محذوفا؛ استغناء بما قبله/، وأنّ الكلام على التقديم (¬4) والتأخير، تقديره: والصابئون كذلك، ومنهم من يقول: إنّ" إنّ" لمّا لم يظهر عملها جاز العطف على (¬5) موضعها قبل الخبر، على مذهب الكسائىّ، ومنهم من يقول: إنّه
¬__________
(¬1) هو ضائى البرجميّ.
والبيت من شواهد سيبويه 1/ 75، وانظر أيضا: نوادر أبي زيد 182 والكامل 416 ومجالس ثعلب 316، 598 والتبصرة 210 والإنصاف 94 وابن يعيش 8/ 68 والمغني 475 وشرح أبياته 7/ 43، 301 والخزانة 10/ 312.
قيّار: اسم جمل الشاعر.
في البيت
(¬2) انظر: معانى القرآن وإعرابه للزجاج 2/ 192 والمساعد على تسهيل الفوائد 1/ 336.
(¬3) 69 / المائدة.
(¬4) الكتاب 1/ 155 - 156.
(¬5) انظر: البحر المحيط 3/ 531.

الصفحة 546