كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

فهذه المواضع الخمسة تقع فيها الجملتان: الاسميّة والفعليّة، فتختصّ ب" إنّ" المكسورة؛ لأنّها تكون فيهنّ غير معمولة لشئ بخلاف المفتوحة؛ فإنّها لا تقع إلّا معمولة.
فأمّا إذا كان مختصا بإحدي الجملتين اختصّ بالمفتوحة كوقوعها بعد" لو" و" لولا"، تقول لو أنّك جئتني أكرمتك، ولو أنّك قمت لقمت؛ لانّ" لو" تختصّ بالجملة الفعليّة، و" لولا" تختصّ بالجملة الاسميّة؛ فلا يكون بعد هذا ونحوه إلّا المفتوحة.

التعليم الثانى: قد يقع من المواضع ما يحتمل الاختصاص والشّيوع؛
فيجوز فيه وقوع المفتوحة والمكسورة، وله أمثلة.
منها: قولك: أوّل ما أقول أنّي أحمد الله؛ فإن جعلتها خبر المبتدأ فتحتها، كأنّك قلت: أوّل مقولي حمد الله، وإن قدّرت الخبر محذوفا كسرتها على الحكاية، تقديره: أوّل قولي إنّي أحمد الله حسن أو صالح.
ومنها/: وقوعها بعد «إلّا»، تفتح وتكسر باختلاف تقديرين، فإن كان معني الكلام الابتداء كسرتها، تقول: ما قدم علينا أمير إلّا إنّه مكرم لى، قال سيبويه: ودخول اللّام هاهنا يدلّك على أنّه موضع (¬1) ابتداء، قال الله تعالي:
وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ (¬2) وقد فتحها سعيد
¬__________
(¬1) الكتاب 3/ 145
(¬2) 20 / الطرفان

الصفحة 550