كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

الانطلاق، ولو قلت: ظننت أمرك أنّه منطلق، فتحت؛ لأنّ الأمر انطلاق.
وهذا التّعليق إنّما يكون فى أفعال الشك واليقين، ولا يجوز فى غيرها من الأفعال؛ فلا تقول: وعدتّك إنّك لخارج. وتقول: علمت أنّ زيدا لينطلقنّ، فتفتح؛ لأنّ هذه اللّام لام القسم؛ لدخول النّون معها، وليست لام الابتداء.

التعليم الثّالث: الجملة الّتى تدخل عليها المكسورة باقية بعد دخولها على استقلالها بإفادتها،
ولا تنتقل عن بابها، والجملة التى تدخل عليها المفتوحة تنقلها إلى حكم المفرد، كما ذكرنا، وتعاملها معاملة المفرد، ولا تصدّر بها الجملة كما تصدّر بأختها، بل إذا وقعت فى موضع المبتدأ لزم تقديم الخبر عليها، تقول:
حقّ أنّ زيدا قائم، ولا تقول: أنّ زيدا قائم حقّ، فإن قلت: فى الدّار أنك منطلق، ارتفع «أنّ» بالظّرف ارتفاع الفاعل بفعله، قال سيبويه: يقبح أن تقول: أنّك منطلق بلغني، أو عرفت (¬1)، وإن جاز ذلك مع «أن» الخفيفة النّاصة للفعل: كقوله تعالي: وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ (¬2) ولا يجوز: أنّ صومكم خير لكم، كما أنّه يجوز أن تثول: ليت أنّ زيدا منطلق،
ولا يجوز:
ليت أن يقوم زيد، حتّى تأتي بالخبر عن «ليت» (¬3).

التعليم الرّابع: معنى ما تدخل/ عليه المفتوحة بدخولها:
المصدر، بعد أن كان مبتدأ أو خبرا، وينسبك من مجموع الكلام معنى ذاك، تقول: بلغنى أنّ زيدا قائم،
¬__________
(¬1) الكتاب 1/ 324.
(¬2) 184 / البقرة.
(¬3) انظر: الأصول 1/ 266.

الصفحة 553