كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

معناه: بلغنى قيام زيد، وبلغنى ذاك، قال ابن السّرّاج: وتجعل الكلام شأنا وقصّة وحديثا (¬1)، يقول القائل: ما لخبر؟ فتقول: الخبر أنّ الأمير قادم، ولا بدّ من أن يكون قد عمل فيها عامل، أو تكون مبنيّة على شيء قبلها، وجملة مواضعها:
إمّا مرفوعة بالفعل وما أشبهه، نحو: بلغني أنّ زيدا قائم.
وإمّا منصوبة، كقولك: علمت أنّ زيدا منطلق.
وإما مجرورة بالجارّ مظهرا أو مقدّرا، فالمظهر نحو: جئتك (¬2) لأنّك كريم، وعجبت من أنّك قائم، والمضمر، كقوله تعالى: وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ (¬3) أي: ولأنّ المساجد (¬4) ولا تتقدّم على عاملها منصوبة، وأمّا الرّافع والجارّ فلا يتقدّم معمولهما عليهما.
الحكم الرّابع: لا يجوز إدخال «إنّ» المكسورة على «أنّ» المفتوحة، فيقال: إنّ أنّ زيدا في الدّار، فإن فصل بينهما جاز، فتقول: إنّ عندنا أنّ زيدا فى الدّار، وإنّ لك أنّك مكرم، فأجروه مجري قولهم: إنّ فى الدّار لزيدا، لمّا فصلوا أدخلوا اللّام، قال الله تعالى: إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى (¬5)، فإن عطفت جاز لك الكسر والفتح، كقوله تعالى: وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها
¬__________
(¬1) الأصول 1/ 270.
(¬2) فى الأصل: جئتك أنّك ... ، والصّواب ما أثبتّ
(¬3) 18 / الجن.
(¬4) فى في الأصل: أي: ولأنّ عند، والتّصحيح من أصول ابن السّراج 1/ 269.
(¬5) 118 / طه.

الصفحة 554