كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

فالمصدريّة تذكر مع نواصب (¬1) الفعل، والمفسّرة والزّائدة تذكران (¬2) في أبنية الحروف.
وأمّا المخفّفة: فلا بدّ لها من العمل في مظهر أو مضمر، تقول: علمت أن زيد منطلق، التقدير: أنه زيد منطلق، ومنه قوله تعالى وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (¬3) فالاختيار: أن ترفع ما بعدها، على أن تضمر (¬4) فيها الهاء، ولو نصبت بها، وهي مخفّفة، جاز على أن تضمر الهاء (¬5).
وتليها الأسماء والأفعال.
أمّا الفعل: فإن كان/ مستقبلا فصل بينهما في الإيجاب ب «السّين» و «سوف» و «قد»، وفي النّفي بحروفه؛ تقول: علمت أن سيقوم، وسوف يقوم، وقد يقوم، وأن لا يقوم، وعليه قوله تعالي: عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى (¬6) وزَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا (¬7) وأَ فَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا (¬8).
وإن كان الفعل ماضيا فصل بينهما في الإيجاب ب «قد» نحو: علمت أن قد قام. وأما في النّفي فقياسه: أن ينفى ب «ما»؛ لئلّا يلتبس بالدّعاء، كقولك:
علمت أن ما قام.
¬__________
(¬1) انظر: ص 592.
(¬2) انظر: 2/ 435 - 436، 2/ 426.
(¬3) 10 / يونس.
(¬4) الأصول 1/ 238 والتبصرة 460.
(¬5) فى الأصل: على أن لا تضمر لها.
(¬6) 20 / المزّمّل.
(¬7) 7 / التغابن.
(¬8) 89 / طه.

الصفحة 558