كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

كأنّه قال: ولكنّك زنجيّ عظيم المشافر لا تعرف قرابتي، قال سيبويه:
والنّصب أكثر في كلام (¬1) العرب، ويكون الخبر محذوفا؛ تقديره: رجل يعرف قرابتى، وقدّره قوم ب" أنت" (¬2).
الحكم التاسع: من العرب من ينصب الاسم والخبر ب" ليت"؛ حملا لها على" أتمنىّ" أو" وددت"؛ فتقول: ليت زيدا قائما، وعليه أنشدوا:
يا ليت أيّام الصّبا رواجعا (¬3)
وقوله (¬4):
فليت اليوم كان غرار حول … وليت اليوم أيّاما طوالا (¬5)
وروى الكسائيّ:" ليت الدّجاج مذبّحا" والبصّريّ ينصب ما كان من هذا، على الحال (¬6)، ويحذف الخبر، كما حذفوه من قولهم: ليت شعري أزيد منطلق أم عمرو، ف" شعري" اسم" ليت" وخبرها محذوف، والجملة بعدها منصوبة ب" شعرى"، وأغنت عن الخبر.
¬__________
(¬1) الكتاب 2/ 136.
(¬2) انظر: شرح أبيات المغني 5/ 197.
(¬3) مرّ هذا الشاهد فى ص 538.
(¬4) لم أقف على اسمه.
(¬5) فى الأصل: طولا. وانظر البيت فى مجالس ثعلب 196 وشرح الكافية الشافية 516.
غرار حول: مثل حول، أو مقدار حول، والغرار في الأصل - المثال الذى تطبع عليه نصال السّهام.
(¬6) انظر: ابن يعيش 1/ 104 و 8/ 84.

الصفحة 564