كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

وبنو تميم لا يعملونها، وسيبويه يجعل القياس (¬1) لهم.
وقد أجمع القرّاء على لغة أهل الحجاز في قوله تعالى: ما هذا بَشَراً (¬2) واختلفوا في قوله تعالى ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ (¬3) رفعا (¬4) ونصبا (¬5).
فإن أدخلت في خبرها الباء جررته بها فقلت: ما زيد بقائم.
وأكثر ما يجئ في الشّعر: اللّغة التميميّة.
ولفظة" ما": تقع في الكلام على معان كثيرة، منها هذه النّافية، وهي موضوعة لنفى الحال فى قولك: ما يفعل زيد،
وما زيد قائم، ولنفي
¬__________
(¬1) قال في الكتاب 1/ 57:" وأمّا بنو تميم فيجرونها مجرى" ما" و" هل" أي: لا يعملونّها فى شيئ، وهو القياس؛ لأنّه ليس بفعل، وليس" ما" ك" ليس" ولا يكون فيها إضمار".
(¬2) 31 / يوسف.
قال الفرّاء فى معانى القرآن 2/ 42:
" وقوله:" ما هذا بشرا" نصبت" بشرا" لأنّ الباء قد استعملت فيه؛ فلا يكاد أهل الحجاز ينطقون إلّا بالباء، فلمّا حذّفوها أحبّوا أن يكون لها أثر" فيما خرجت منه، فنصبوا على ذلك، ألا ترى أنّ كلّ ما في القرآن بالباء إلّا هذا وقوله" ما هنّ أمّهاتهم". وأمّا أهل نجد فيتكلّمون بالباء وغير الباء، فإذا أسقطوها رفعوا ... " وقال أبو حيّان فى البحر المحيط 5/ 304:" .. ولغة تميم الرّفع، قال ابن عطيّة: ولم يقرأ به، ومن قرأ على سليقته من بنى تميم قرأ" بشر" بالرّفع، وهي قراءة ابن مسعود، انتهي .. ".
(¬3) 2 / المجادلة.
(¬4) وبه قرأ عاصم فى رواية المفضل، والرّفع لغة تميم، قال أبو بكر بن مجاهد:" ولم يختلف فى أنّ الحرف نصب فى لفظ حفص، ولم يروه - يعنى الرفع - عن عاصم غيره" أى غير المفضّل، انظر: السبعة 628 وشواذ ابن خالويه 153 والبحر المحيط 8/ 232.
(¬5) وبه قرأ الجمهور. انظر ما سبق من تخريج.

الصفحة 567