كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

ومن الحذف قول: لا إله إلّا الله، التقدير: لا إله موجود، أو لنا إلا الله، ووجه حذفه: بناء الكلام على كلام سابق قد جرى فيه ذكر الخبر، كأنّه قال: هل من إله فى الوجود؟ فقال: لا إله، أى: فى الوجود، وكذلك يقول:
هل من رجل فى الدّار؟ فتقول: لا رجل، ولا تذكر" فى الدّار" لأنّه فى الأصل ردّ لما قال؛ ولدلالة السّؤال عليه.
وقد حذفوا المنفىّ، فقالوا: لا عليك أن تفعل، أى: بأس عليك.
الحكم السّابع: إذا وصفت اسم" لا" المفرد المبنىّ، كان لك فيه ثلاثة أوجه:
الأوّل: - وهو الأحسن - النّصب على الّلفظ، مع التّنوين، تقول: لا رجل ظريفا عندك؛ حملا على وصف المنادى وإن كان مبنيا.
الثّانى: أن تبنيه على الفتح بغير تنوين، فتقول: لا رجل ظريف عندك.
الثّالث: الرّفع على الموضع، مع التّنوين، تقول: لا رجل ظريف عندك.
فإن فصلت بين الصّفة والموصوف سقط البناء، وبقى النّصب والرّفع، تقول: لا رجل ظريفا عندك، ولا رجل فيها عاقل لك.
فأمّا المضاف: فلا يجوز بناء صفته؛ لأنّه معرب، وفى وصفه على الموضع (¬1) نظر، فتقول: لا غلام رجل ظريفا، وظريف عندك،/ وقد أجاز سيبويه: لا مثله (¬2) أحد، وصفا على الموضع، وهو بدل أحسن.
وأمّا الطّويل: فإنّه لا يوصف.
وتقول: لا مال لك درهما ولا دينارا، ولا إبل لك ناقة ولا جملا، فتنصبه على الوصف، أو عطف البيان، ويجوز رفعه على الابتداء أو على خبره، أو خبرا للنّفى.
¬__________
(¬1) انظر: ابن يعيش 2/ 108 والرّضيّ على الكافية 1/ 263.
(¬2) الكتاب 2/ 292.

الصفحة 577