كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

فأمّا" أن" فهي والفعل بمعنى المصدر، وتدخل على المستقبل والماضي؛ تقول: أريد أن تقوم، ويعجبني أن قمت، أي: أريد قيامك، ويعجبني قيامك، ولا تدخل على فعل الحال، وتقول: إنّه أهل أن يفعل، وقلت هذا مخافة أن يفعل، فتضيف إليها، وإن شئت نوّنت. وتدخل عليها اللّام، فتقول: إنّه خليق لأن يفعل، قال سيبويه: وسألته - يعني الخليل - عن معني: أريد لأن أفعل، (¬1) فقال: المعني، إرادتي (¬2) لهذا، كما قال تعالى: وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (¬3).
وأمّا «لن» فهي لتأكيد نفي المستقبل، تقول: لا أقوم غدا، فإن أردت تأكيد النّفي قلت: لن أقوم غدا، ومثلهما قوله تعالى: لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ (¬4) وقوله تعالى فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي (¬5) ولا تدخل على الماضي، ولا الحال؛ لأنّها نقيض/ السّين وسوف، وهما مختصّان بالمستقبل.
وقد اختلف فيها، فقال الخليل: أصلها (¬6)، لا أن، فحذفت الهمزة والألف، واختلطت الكلمة كما اختلطت" هلمّ"، وقال الفرّاء: نونها مبدلة من ألف (¬7) " لا" وقال سيبويه: هي حرف (¬8) برأسه.
¬__________
(¬1) فى الأصل: أريد ليفعل، والتصحيح من كتاب سيبويه.
(¬2) الكتاب 3/ 61.
(¬3) 12 / الزّمر.
(¬4) 60 / الكهف.
(¬5) 80 / يوسف.
(¬6) الكتاب 3/ 5.
(¬7) انظر: ابن يعيش 7/ 15 والرضى على الكفاية 2/ 235.
(¬8) الكتاب 3/ 5.

الصفحة 592