كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

وأمّا" كي" فمعناها تعليل وقوع الفعل، تقول: زرتك كي تكرمني، فعلّة الزّيارة: توقّع الكرامة، وترد في الكلام على
ضربين:
أحدهما: أن تكون حرف جرّ بمنزلة اللّام، وقد ذكرت (¬1).
الثّاني: أن تكون حرفا ناصبا، وسيرد تفصيل عملها في الفرع الثّاني (¬2).
وأمّا" إذن" فهي جواب وجزاء، يقول القائل: أنا أزورك؛ فتقول في الجواب: إذن أكرمك، المعنى: إن كان الأمر كما ذكرت فإنّي أكرمك، فهذا جواب لكلامه، وجزاء لفعله.
وجميع هذه الأحرف لا يفصل بينها وبين ما تعمل فيه، إلّا" إذا" وحدها، بالقسم.
الفرع الثّاني: في أحكامها، قد سبق القول أنّها في عملها على ضربين (¬3)، ولكلّ منهما شرط تعمل معه، إلّا" لن" فإنّها تعمل مظهره بغير شرط ولا تفصيل؛ فلنذكر الثّلاثة الباقية في ثلاثة أحكام.
الصّنف الأوّل: في" أن"، وهي تعمل مظهرة ومضمرة في ثلاثة مواضع؛ موضع تعمل فيه مظهرة ومضمرة، وموضع لا تعمل فيه إلّا مظهرة، وموضع لا تعمل فيه إلا مضمرة.
أمّا الموضع الأوّل وهو ما تعمل فيه مظهرة ومضمرة، فذلك على ضربين:
¬__________
(¬1) انظر: ص 247.
(¬2) انظر: ص 612 - 615.
(¬3) انظر: ص 591.

الصفحة 593