كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

الفعل، كقوله تعالى: هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ (¬1).
أي: فتستووا (¬2) فيه، وقوله: أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى (¬3).
وقد عدلوا عن النّصب ب «الفاء» في بعض الأمثلة على تأوّل، فقالوا في الأمر: ائتني فأحدّثك، لم يجعل الأوّل سبب الثّاني، ولكن جعل الحديث له مستمرا، أي: فأنا ممّن يحدّثك على كلّ حال، ونحوه قوله تعالى: «إنما أمرنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون» (¬4)؛ القراءة بالرّفع (¬5)؛ لأنّ «كن» بلفظ الأمر، ومعناه الخبر، قال سيبويه: تقديره: إنّما أمرنا لشئ (¬6) هذا فيكون، وقد نصبه بعض القراء (¬7)، وفيه بعد؛ لأنّ معنى قولك: قم فأحدثك، يئول إلى: أن قمت حدّثتك، وإذا نصب «يكون» آل إلى: أن كنت كان، وهذا فاسد.
¬__________
(¬1) 28 / الرّوم.
(¬2) انظر: التّبيان اللعكبري 2/ 100 حيث قال أبو البقاء: «الجملة في موضع نصب، جواب الاستفهام، أى: هل لكم فتستوا».
(¬3) 35 / النجم وهي في الأصل: «عنده علم الغيب» والصّواب ما أثبتّه.
(¬4) 4 / النّحل.
(¬5) وهي قراءة ابن كثير ونافع وعاصم وأبي عمرو وحممزة.
(¬6) الكتاب 2/ 39.
(¬7) هما ابن عامر والكسائيّ. انظر في تخريج القراءتين: السبعة 168 - 169، 373 والنشر 2/ 304، والإتحاف 278، والبحر المحيط 1/ 366، وانظر أيضا: تفسير مشكل إعراب القرآن 2/ 14 - 15.

الصفحة 597