كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

قال ابن السّرّاج: وإذا كان النّفى يتضمّن معنى الإيجاب فلا يجاب بالفاء، لا تقول: ما زال زيد قائما فأعطيك؛ لأنّ المعنى زال (¬1) زيد قائما، قال: وقوم يجيزون: أنت غير قائم فنأتيك، وهذا لا يجوز؛ لأنّا إنّما نعطف المنصوب على مصدر يدلّ عليه الفعل؛ فيكون حرف النّفى منفصلا، و" غير" اسم، مضاف، وليس بحرف نفى.
وقد نصبوا بالفاء فى الإيجاب، قال (¬2):
سأترك منزلى لبنى تميم … وألحق بالحجاز فأستريحا
كأنّه جعل لحاقه بالحجاز سببا لراحته، تقديره: يكون لحاقي فاستراحتى، قال ابن السّرّاج: وقد جاء مثله فى الشّعر أبيات لقوم فصحاء، إلّا أنه قبيح أن ينصب ويعطف على الواجب الّذى على غير (¬3)
¬__________
(¬1) فى الأصل: لأن المعنى: دام زيد قائما، والتّصحيح من أصول ابن السّرّاج 2/ 184
(¬2) هو المغيرة بن حبناء
والبيت من شواهد سيبويه 3/ 39، 92. وانظر أيضا: المقتضب 2/ 22 والأصول 2/ 182 والمحتسب 1/ 197 والتبصرة 403 وابن يعيش 7/ 55 والخزانة 8/ 522.
(¬3) الأصول 2/ 182 قال ابن السرّاج فى الموضع نفسه" وألحق بالحجاز، فإذا لحقت استرحت، وإن ألحق أسترح، ومع ذلك فإنّ الإيجاب على غير الشرط أصل الكلام" قلت: وباقى كلام ابن السّرّاج يبيّن معنى قوله: على غير الشرط.

الصفحة 601