كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

فأمّا إذا كان قبل الفعل اسم: كقوله (¬1):
للبس عباءة وتقرّ عينى … أحبّ إلىّ من لبس الشّفوف
وقولهم: يعجبنى ضرب زيد ويغضب عمرو، فإنّه لمّا امتنع من عطف الفعل على الاسم/ أضمر [أن] (¬2) ليصير الفعل بها مصدرا؛ فيعطف اسما على اسم؛ فكأنّه قال: يعجبنى ضرب زيد مع غضب عمرو، وقد سبق (¬3) هذا.
وتنصب مع" الواو" فى كلّ موضع ينصب فيه مع" الفاء"، تقول:
زرنى وأزورك، تريد: ليجتمع هذان، ومنه قوله (¬4) فى الاستفهام:
ألم أك جاركم ويكون بينى … وبينكم المودّة والإخاء
أراد: (¬5) ألم يجتمع هذان؟ ولو أراد الإفراد فيهما لم يكن إلّا
¬__________
(¬1) هى ميسون بنت بحدل.
والبيت من شواهد سيبويه 3/ 45، وانظر أيضا: المقتضب 2/ 26 والأصول 2/ 150 وسر الصناعة 273 وابن يعيش 7/ 25 والمغني 267 وشرح أبياته 3/ 385 و 4/ 116 و 5/ 155 و 6/ 112 و 7/ 58، 178 والخزانة 8/ 503، 574.
العباءة: جبّة الصّوف. الشفوف: جمع شفّ - بكسر أوّله - وهو الثّوب الرّقيق يظهر ما تحته.
(¬2) تتمّة يلتئم بها الكلام.
(¬3) انظر ص 594.
(¬4) هو الحطيئة. ديوانه 30.
والبيت من شواهد سيبويه 3/ 43، وانظر أيضا: المقتضب 2/ 27 والأصول 2/ 155 والتبصرة 400، 474 والمغنى 669 وشرح أبياته 8/ 34.
(¬5) فى الأصل: أراد لم ..

الصفحة 605